سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
قصص وروايات

لمحات من الماضي

  سليمان بن حمد العامري

   كانت الليلة هادئة، تغمرها قطرات المطر الذي يتساقط بغزارة بين الحين والآخر، وتُضاء الشوارع بأضواء خافتة تتراقص على وقع الأمطار.

 وقف سامي وصديقه عبد الله أمام باب المستشفى الرئيسي في قسم غسيل الكلى، يتحاوران بصوتٍ هادئ عن الأمطار التي مَنَّ الله بها على القرى المجاورة، شاكرين نعمته.

قال عبد الله وهو ينظر إلى السماء متأملاً: الحمد لله، الجو جميل هذه الليلة، والأمطار غزيرة في بعض القرى، نسأل الله أن يجعلها أمطار خير وبركة.

وافقه سامي الرأي وهو يتأمل الطريق المبلل أمام المستشفى. كانت الساعة تشير إلى ما بعد السابعة مساءً ، والمستشفى شبه فارغ إلا من بعض المرضى والمرافقين الذين يأتون ويذهبون بين كل حين وآخر.

وفي لحظة صمت، سمع سامي وصديقه صوت فتاة تصرخ من بعيد، كان صوتها خافتًا بالكاد يُسمع.

التفّا نحو مصدر الصوت، ولم يستطيعا تحديد ملامحها بوضوح لأنها كانت تقف في مكان مظلم، بعيدًا عن أضواء المستشفى.

صاحت الفتاة بصوتٍ مليء بالغضب والقلق: لمن هذه السيارة؟ لقد أُغلق الطريق علينا!

نظر سامي إلى السيارة القريبة من الباب وقال: لحظة، ليست لنا، لكن سأرى صاحب السيارة من الداخل.

تحرك سامي بخطواتٍ سريعة نحو الداخل وهو يقول في نفسه: صوتها ليس غريبًا… كأنني أعرفه من مكان ما، لكن سرعان ما تدارك نفسه وأقنعها: مستحيل، ربما مجرد وهم.

 فبدأ يبحث عن صاحبها في الداخل بين الزوار أو المرضى، لكنه لم يجد أحدًا، عاد إلى الخارج ليخبر الفتاة بذلك، وعندما اقترب منها وتحت ضوء خافت تسلل من أحد أعمدة الإنارة، وقعت عيناه على ملامحها.

وقف مذهولًا، شعر وكأنه عاد بالزمن عشرين عامًا إلى الوراء، تلك العينان، ذلك الوجه… كيف يمكن أن يكون ذلك؟

 قلبه بدأ ينبض بسرعة، وأفكاره تدافعت في رأسه: هل يعقل؟ لا، لا يمكن أن تكون هي، مستحيل أن تكون هنا، في هذا المكان، في هذه اللحظة.

يتبع…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights