تعلق قلبها به
علياء بنت خميس الحنشي
لملمت أوراقها المبعثرة حيث كانت تخط فيها كلمات، لبثّ الحماس في نفسها؛ لمواصلة مشوار بدأت فيه؛ ولكن فتور أصابها بسبب مشاغل الحياة جعلها تتوقف عن مواصلة المشوار، نعم توقفت لكنها ندمت على توقفها ولكن هيهات هيهات ينفع الندم .
رغم الفتور الذي أصابها لكن مازال في قلبها شوق لمواصلة المشوار، ودعت الله أن ييسر لها أمرها ، وبينما ذات يوم تقلب رسائل هاتفها فإذا من بين الرسائل رسالة أشعلت الحماس في نفسها للعودة لمواصلة مشوارها ألا وهي الإعلان عن إقامة دورة لحفظ كتاب الله، ولكن سرعان ما داخلها هاجس من الشيطان قائلاً:” لا داعي للذهاب بإمكانك أن تستمري في حفظ كتاب الله وحدك في البيت” أخذت تفكر ملياً في الأمر حتى شرح الله صدرها للالتحاق بهذه الدورة، وتقول لا أنسى أول يوم ذهبت فيه إلى المركز الذي ستقام فيه دورة حفظ كتاب الله ، استقبال يريح القلب بكلمات تشعل الهمم من أخوات سخرّن جل أوقاتهن لنيل رضى الله، وكنت أعتقد أن الأمر في هذا المكان متعلق فقط بحفظ كتاب الله؛ لأكتشف بعد ذلك أن القائمات على إدارة المركز فتح الله عليهن بفضله مشاريع خيرية كثيرة.
وكل من التحق بالمركز سار على نهجهن في السعي لفعل الخير؛ فتعلق قلبي بهذا المكان الذي وجدت فيه صحبة تأخذ بيدي لتحقيق رؤية تعاهدنا أن نمضي سوياً لتحقيقها بإذن الله (تعالى) لنكون قرآناً يمشي على الأرض.
لا أزكي على الله أحدا لكن هذا ما لمسته فيهن بارك الله في أرواح سخرت جل وقتها لنفع عباد الله منطبقاً عليها قول حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم : “أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ (يعني مسجدَ المدينةِ) شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ”.
بقلم : علياء بنت خميس الحنشي