الخميس: 10 أكتوبر 2024م - العدد رقم 2286
Adsense
الخواطر

أيها الغيم

 

مَيّاء بنت سعيد الصوافية

 أيها الغيم، يخرج الأمان من ظلالك منبعثا من كل زاوية يسابقنا إلى رائحتك الزاكية، يتشرب الثرى منك جمالا يشبه شعورنا حين يتوقّد الطيب فينا فيملأنا بهجة، فنستظل بظلال أنسك.

أيها الغيم، عندما تباري الشمس في مسرح الظهور، وحين ضمة منك تسيل على جنباتنا أودية الانشراح، وتغدو كأجنحة نطير بها، ونلج معك بساتين الأسارير الهازجة على وقع الترنمات الضاحكة الصاخبة وهي في صفحات ألوان النشوة التي يزدان بها بساط الأمل؛ فندخر شيئا من فرحك لابتسامة الذكريات.

إن أقدامنا أيها الغيم، قد انتعلت نعومة الثرى الذي حضنته ظلالك الممتدة، وأهدته وشاح البهجة؛ لتصفق العصافير مغردة لنا وهي على أفانين جمالك، وإنا لنراك تتحرك بحقيقة الحياة والكون، وكأن الشمس ترقبك بوجهها البشوش تاركة لك الأرض والسماء لتقيم أعراس ظلاك، وألوانك ما بين وجهك الأبيض الملائكي الذي نسبح معه في معاريج السماء، ولونك الرمادي الذي تسير قوافلنا عليه نحو عوالم أنفسنا؛ لنوقد مصابيح الأنس في قلوبنا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights