الأثنين: 9 أكتوبر 2024م - العدد رقم 2286
Adsense
مقالات صحفية

دور الجوالة في بناء المهارات القيادية للشباب

خميس بن خلفان الصبحي

عشيرة جوالة نادي الشباب

تُعد الجوالة واحدة من أهم البرامج التي تسهم في تطوير الشباب وتأهيلهم ليصبحوا قادة في المستقبل. فهي ليست مجرد أنشطة ترفيهية أو رياضية، بل هي تجربة حياتية شاملة تعلّم المشاركين مجموعة من القيَم والمهارات التي تُسهم في تكوين شخصياتهم وبناء قدراتهم القيادية. في هذا المقال، نستعرض كيف تُساهم الجوالة في تطوير المهارات القيادية للشباب، والتخطيط والتنظيم.

في أحد الأدوار الرئيسية للجوالة هو تعليم الشباب كيفية التخطيط الفعال للأنشطة والمشاريع، سواء كان ذلك في إطار تنظيم رحلة ميدانية أو ترتيب حدث مجتمعيّ، يتعلم المشاركون كيفية وضع خطط دقيقة تشمل تحديد الأهداف، توزيع الأدوار، وإدارة الوقت والموارد. هذه المهارات التنظيمية لا تُفيدهم فقط في الأنشطة الكشفية، بل تمتد لتصبح أساساً لنجاحهم في الحياة الشخصية والمهنية.

وأيضاً تحمُّل المسؤولية،
حيث يتعلم الشباب من خلال الجوالة أهمية تحمّل المسؤولية سواء عن أنفسهم أو عن فرقهم. في المجموعات الكشفية، يُكلف الأفراد بأدوار قيادية تتطلب منهم اتخاذ قرارات مهمة والتعامل مع تحديات حقيقية. هذا الإحساس بالمسؤولية يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويُعدّهم لمواجهة تحديات الحياة بقوة ووعي.

وتعتبر الجوالة بيئة مثالية لتنمية مهارات حل المشكلات. من خلال الأنشطة والتحديات التي تواجه المشاركين في الرحلات والتخييم، يتعلم الشباب كيفية تحليل المشاكل واتخاذ قرارات سريعة وفعالة. القدرة على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط هي مهارة حيوية لكل قائد.

ومن الأسس التي تقوم عليها الجوالة هي تعزيز العمل الجماعي. يتعلم الشباب كيفية التعاون مع زملائهم لتحقيق أهداف مشتركة، وهو ما يساعدهم على بناء مهارات التواصل الفعال وتطوير العلاقات الإيجابية داخل الفريق. كما أن العمل الجماعي يُعزز من مفهوم القيادة المشتركة، حيث يتناوب الأفراد على قيادة الفريق وتحمل المسؤولية.
والقيادة الفعالة تتطلب تواصلاً جيداً. الجوالة توفر للشباب فُرصاً لتطوير مهاراتهم في التحدث أمام الجمهور، إدارة النقاشات، وتوجيه الفرق. هذه المهارات تساعدهم في التعبير عن أفكارهم بوضوح وقيادة فرقهم بثقة وكفاءة.
وأيضاً من خلال الأنشطة الخارجية، مثل التخييم والرحلات، يتعلم الشباب الاعتماد على أنفسهم وتطوير قدراتهم الذاتية. تحديات الطبيعة والعيش في ظروف غير مألوفة تعزز من ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم شعوراً بالإستقلالية. القادة المستقلون هم من يستطيعون اتخاذ قرارات صائبة دون الحاجة إلى التوجيه المستمر.

خلاصة:
الجوالة ليست مجرد أنشطة كشفية، بل هي مدرسة حياة تُعد الشباب ليكونوا قادة فاعلين في مجتمعاتهم. من خلال تعلم التخطيط، تحمل المسؤولية، العمل الجماعي، والتواصل الفعال، يتمكن المشاركون من اكتساب مهارات قيادية تبقى معهم مدى الحياة. كل هذه التجارب تصقل شخصياتهم وتُعدهم لمواجهة تحديات المستقبل بروح قيادية وثقة بالنفس.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights