تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

غزة .. أنشودة الصمود والأمل

ناصر بن خميس السويدي

في غزة، حيث يتحد الألم مع الأمل، يولد الصبر من رحم المعاناة كطائر فينيق ينهض من الرماد، هناك بين البيوت المتصدعة والقلوب المثقلة، تنبض الأرواح بشجاعة لا تنكسر، كأنما خُلقوا ليكونوا نبراسًا للثبات في كل دمعة تسقط، تزرع بذرة للصمود، وفي كل جرح يُفتح، يُكتب تاريخ من المجد والعزة.

غزة المدينة التي تتنفس تحت الأنقاض، تُعلّم العالم أن القوة ليست في السلاح، بل في القلوب التي لا تعرف الهزيمة. هم أبطال يتعلمون من الحياة دروسًا قاسية، لكنهم لا ينحنون إلا لله. يُضيئون بشموخهم دروب المستضعفين، ويُخبروننا أن للظلام نهاية، وللظالم سقوط محتوم.

غزة أرض الصابرين، حيث الأمل في الله لا ينقطع، وحيث تنبت الورود حتى في أصعب الأماكن.

غزة حيث تنحني الرياح أمام عزيمة أبنائها، وحيث الأمل ينمو في كل قلب يتحدى القهر. في لياليها الحالكة، تلمع النجوم كأنها رسائل من السماء، تخبرهم أن النور سيعود رغم كل شيء. هم من جعلوا من الصبر حكاية ترويها الأجيال، ومن التحدي جسرًا نحو غدٍ أفضل.

في غزة، تُولد الأحلام من تحت الأنقاض، وترسم الأطفال البسمة على وجوههم رغم الألم. يرددون في كل زقاق دعواتهم للغد، ويرفعون رؤوسهم عاليًا، غير آبهين بظلم الأيام. في كل خطوة يخطونها، يُثبتون للعالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق لا يُنسى، وأن من يؤمن بالله لا يعرف الهزيمة.

فغزة، وإن طال ليلها، فإن فجرها آتٍ لا محالة.

غزة، وإن ضاقت بها الدنيا، فإن قلوب أهلها أوسع من كل حصار. في وجوههم تجد ملامح الإرادة التي لا تتراجع، وعيونهم تحكي قصة وطن لم ينحنِ، حتى تحت أصعب الظروف. كل شهيدٍ يرتقي فيها هو نجمة في سماء مجدها، وكل جريحٍ هو شاهد على أن الأرض تنبض بالحياة رغم الموت.

هناك بين الشظايا والدمار، تنبت الزهور من جديد. أطفال غزة يرسمون على الجدران المهدمة مستقبلًا لا يعرف الانكسار. شبابها يحلمون بالحرية، بسماء صافية، وأرض خضراء تنبض بالسلام. وكبارها يجلسون تحت ظلال الصبر، يعلمون أن كل يوم يقضونه في هذه المعركة هو يوم يقتربون فيه من النصر المحتوم.

فغزة، كما البحر الذي يحيط بها، لا تنضب، ولا تنكسر. تظل شامخة رغم الرياح العاتية، كطودٍ لا يزحزحه شيء. ومهما حاولوا كسرها، ستبقى رمزًا للصمود والكرامة، تُعلّم العالم أن من يملك الإيمان، يملك القوة، ومن يزرع الأمل، يحصد النصر.

غزة، وإن حاولوا إطفاء نورها، ستظل مشعّة بقلوب أهلها. في شوارعها، تختبئ حكايات البطولة بين حطام المباني، وتظل الشموع تضيء النوافذ، رغم الظلام الذي يحيط بها. في كل زاوية من زواياها، صوت الأذان يعلو، كأنما يُعلن أن الله مع الصابرين، وأن الحق باقٍ مهما طال الليل.

أهل غزة لا ينتظرون شفقة العالم، فقد اعتادوا أن يصنعوا أملهم بأنفسهم. أمهات يحمين أطفالهنّ بالدعاء، وآباء يبنون مستقبلاً رغم الركام. هم يعرفون أن النصر ليس مسافة زمنية، بل هو رحلة إيمان وإصرار. وفي هذه الرحلة، يجددون عهدهم مع الأرض التي احتضنتهم، ومع السماء التي تظلهم، أن يبقوا صامدين مهما بلغت التحديات.

فغزة، تلك الحبيبة الصابرة، تكتب تاريخها بأحرف من نور، وتغزل حكايتها في ذاكرة الأجيال. ستبقى درةً في جبين الوطن، وشعلةً لا تنطفئ، تسير نحو الحرية بخطواتٍ ثابتة، تذكّر العالم أن الحق لا يضيع، وأن الصبر مفتاح كل انتصار.

غزة، المدينة التي تجسد معنى الحياة رغم الموت، تظل شامخة كالنخيل، تمتد جذورها عميقًا في الأرض، وترفع هاماتها نحو السماء. هي مدينة تتحدى قوانين الطبيعة، فكلما حاولوا إسقاطها، نبتت من جديد، وكلما أرادوا كسرها، عادت أقوى من ذي قبل. في قلوب أبنائها تسكن قوة لا يمكن قياسها، قوة الإيمان بعدالة قضيتهم، وإصرارهم على الصمود حتى النهاية.

في غزة، يبني الأطفال أحلامهم من الحجارة، وينحت الشباب مستقبلهم من التحدي. هم يعرفون أن النصر ليس وعد بعيدًا، بل حقيقة يلمسونها في كل لحظة يواصلون فيها حياتهم رغم القصف والحصار. الأمهات تنسجن صبرهن بخيوط الدعاء، والآباء يغرسون في أبنائهم حب الأرض والحرية، وكل بيت في غزة هو مدرسة للصمود، وكل شارع هو مسرح لقصة بطولة لا تنتهي.

ومهما طال الليل، يبقى الفجر قريبًا. غزة تعرف أن فجرها سيشرق يومًا، وأنها ستستعيد حريتها وكرامتها. وستظل رمزًا خالدًا لكل من يسعى للحرية والعدل، تروي للعالم أن الإرادة لا تُقهر، وأن الحق لا يموت أبدًا.

غزة، مدينة الصمود، ستظل حية في قلوبنا وعقولنا، حتى يتحقق لها ما تستحق من سلام وعدالة وحرية.

غزة، أرضٌ خُلقت لتعلم العالم أن الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو فعلٌ مقاوم ينبض بالحياة في كل قلب مؤمن. هناك حيث تتشابك الأيدي لتبني رغم كل الدمار، وحيث تتحول الدموع إلى بذور أمل تُزرع في التربة التي ارتوت بدماء الشهداء. كل حجر في غزة يحمل حكاية، وكل جدار متهدم يروي قصة كفاح لا تنتهي.

في غزة، يكتب الأطفال أحلامهم على السماء، كأنما يقولون للعالم: “نحن هنا، نعيش رغم أنف الموت.” في عيونهم يتلألأ بريق الحرية، وفي قلوبهم تنمو بذور المستقبل الذي يرونه رغم كل الحواجز. غزة ليست مجرد مدينة، بل هي فكرة، هي روحٌ لا تنكسر، وأسطورة سيخلدها التاريخ.

ومع كل فجر جديد، يغمر النور سماء غزة، كأنه يُبشّر بوعدٍ إلهي: أن النصر قريب، وأن الظلم لا يدوم. ستظل غزة تصدح بأصوات الصامدين، وستبقى رمزًا للكرامة والشجاعة، ترفع رايتها عالياً رغم كل التحديات.

غزة، يا أرض الأبطال، ويا رمز الصمود، سيظل اسمك محفورًا في قلوب الأحرار، وسيبقى صوتك يعلو رغم كل محاولات الإسكات. أنتِ الأمل الذي لا ينطفئ، والحلم الذي لا يموت.

غزة، يا قصة تكتب بمداد من دماء الأبرار، يا أرض الكرامة التي لا تهزم، كل يوم يمر عليك هو شهادة جديدة على أن النصر يولد من رحم المعاناة، وأن الأمل يشرق رغم سواد الظلم. فيكِ يتعلم العالم أن العزة ليست في السلاح، بل في القلوب التي ترفض الانحناء، وفي الأرواح التي ترفرف عاليةً مثل الحمام فوق جراحك.

في كل زقاق، تُسمع همسات الأمل، وفي كل بيت تتجسد قصص البطولة. الأب الذي يعود من يوم شاق ليجد في عيون أطفاله شعلة الاستمرار، والأم التي تمسح الدموع لتغزل بها دعاءً للوطن. كل جدار هنا يشهد على أن الحرية ليست حلماً بعيد المنال، بل هي حق سيستعاد، مهما طال الزمان.

غزة، يا مدينة المآذن العالية، تظلين تذكريننا أن اليأس لا مكان له في قلوب المؤمنين، وأن من يعرف قيمة الأرض لا يتركها مهما تعاظمت الجراح. ستظل الرياح تعصف، لكنكِ ستبقين الجبل الذي لا تهزه الأعاصير. ومهما حاولوا تطويقكِ بالحصار، ستبقين أنت من يعلمهم درس الصمود الحقيقي.

أنتِ الحكاية التي لن تُنسى، والأمل الذي لن ينطفئ. حين يتحدث الناس عن الكرامة، سيتذكرون غزة، وحين يروون قصص البطولة، سيسردون حكايتكِ. لأنكِ، يا غزة، أكبر من جراحك، وأعمق من أحزانك، وأنتِ الأمل الذي يزهر رغم كل العواصف.

غزة، يا درة الشرق وعروس البحر التي تأبى الانكسار، أنتِ الفصل الأخير في حكاية لا تنتهي، عنوانها الثبات والإيمان. فيكِ تعلمنا أن الكرامة أغلى من الحياة، وأن من يزرع الصبر يحصد النصر مهما تأخر. فيكِ، يصبح الحلم حقيقة، ويصبح المستحيل ممكناً، لأنكِ أنتِ من جعل من الصمود فنًا، ومن المقاومة حياة.

ستظل سماؤكِ، رغم الغيوم السوداء، تحمل في طياتها وعدًا بالنور، وستظل أرضكِ، مهما حاولوا تمزيقها، تشتاق لأقدام أحرارك وهم يمشون نحو الحرية. غزة، أنتِ لستِ مجرد مكان، بل أنتِ روحٌ تعيش في قلوب كل من يؤمن بالحق والعدل. وستظل قصتكِ تُروى على مر العصور، كأنشودةٍ تملأ الأفق بأن الصبر مفتاح الفرج، وأن الشعوب التي لا تموت، تنتصر في النهاية.

فيا غزة، يا صبر الصابرين وأمل الحالمين، أنتِ الحكاية التي تكتمل بنور الفجر القادم، حين تشرق شمس الحرية على أرضكِ، وتعود البسمة إلى وجوه من صبروا وعانوا. وما ذلك على الله بعزيز.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights