سؤال أدبي: لماذا نكتب؟

شيماء بنت سعيد الرقادية
لماذا نكتب؟ سؤال يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل في طيّاته عشرات الإجابات، يختلف معناها باختلاف من يجيب عنها؛ فالكتابة ليست مجرد حروف تُسطّر على الورق أو تُطبع على الشاشات، بل هي انعكاس لما يدور في أعماقنا، محاولة لترتيب أفكارنا، أو حتى صرخة نطلقها حين تعجز الكلمات المنطوقة عن التعبير.
نكتب لأن في داخلنا ما يستحق أن يُقال، لأن بعض المشاعر لا تهدأ إلا عندما تجد طريقها إلى السطور. نكتب لنفهم أنفسنا، لنفهم العالم من حولنا، أو لنضع مسافة بيننا وبين واقع قد يكون قاسيًا أو معقدًا. الكتابة أحيانًا تكون وسيلة للبوح، وأحيانًا أخرى وسيلة للهروب، لكنها في كل الأحوال فعلٌ يعيد ترتيب الأشياء في داخلنا.
البعض يكتب ليسجّل لحظات لا يريد لها أن تُنسى، ليترك أثرًا، ليحفر في الذاكرة شيئًا يبقى حتى بعد أن يغيب. آخرون يكتبون ليُحدثوا تغييرًا، ليشعلوا فكرة في ذهن قارئ لم يلتقوا به يومًا، أو ليُحيوا قضية قد ينساها الزمن.
الكتابة مسؤولية أيضًا، فهي ليست مجرد فعلٍ شخصي، بل قد تصبح رسالة، صوتًا لمن لا صوت له، ونورًا في زوايا معتمة. الكلمات قد تُلهم، قد تُواسي، وقد تُحدث فرقًا في حياة شخصٍ لم نعرفه يومًا لكنه وجد في ما كتبناه صدى لروحه.
وفي النهاية، لا يوجد جواب واحد لهذا السؤال، لأن كل كاتب يملك دوافعه الخاصة، وكل نص يولد من تجربة فريدة. لكن ما نتفق عليه جميعًا هو أن الكتابة ليست رفاهية، بل حاجة تشبه التنفس… ولهذا، نكتب.