تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مولد النور، بداية رسالة الإسلام

  ناصر بن خميس السويدي

في فجر اليوم الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، وُلِد النبي محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، ليكون هذا اليوم بداية تحوّلٍ غير مسبوق في مسار البشرية، وُلد في بيت بني هاشم، أعرق وأشرف القبائل في مكة، وكان مولده بمثابة بداية لعهدٍ جديدٍ يحمل معه الهداية والنور.

جاء مولد النبي في زمنٍ كانت فيه الجزيرة العربية تغرق في ظلام الجاهلية، حيث كان الناس يعبدون الأصنام، وتسود الفوضى الاجتماعية والقبلية. ووسط هذه الظروف العصيبة، حملت السماء بشائر الخير لمولده، فحين وُلِد، أضاء نورٌ ساطعٌ ملأ الأفق، وأضاءت معه قلوب من كانوا يبحثون عن الحق.

نشأ النبي يتيماً، فقد توفي والده عبد الله قبل ولادته، وتوفيت والدته آمنة بنت وهب وهو في السادسة من عمره. ربّاه جده عبد المطلب، ثم انتقل إلى كنف عمه أبي طالب، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها إلا أن الله سبحانه وتعالى كان يعدّه لتحمّل رسالة عظيمة، فقد نشأ محمدٌ على مكارم الأخلاق، حتى لُقِّب بالأمين، وأصبح محبوبًا بين قومه لصدقه وأمانته.

كان مولد النبي – صلى الله عليه وسلم- حدثاً غير عادي، فهو لم يكن مولد شخصٍ عادي، بل كان مولد قائدٍ ومعلمٍ للإنسانية بأسرها. بعثه الله تعالى برسالة التوحيد، ليخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام والهداية، وكانت بداية هذه الرحلة العظيمة في تلك اللحظة التاريخية التي وُلِد فيها النبي في مكة، لتشرق الأرض بنور الإسلام بعد بضع سنوات من هذا الحدث.

لقد غيرت رسالة النبي – صلى الله عليه وسلم- العالم، ولم يكن مولده مجرد حدثٍ تاريخي، بل كان إيذاناً ببدء عهدٍ جديد، ملؤه الرحمة والعدل والإنسانية وها نحن اليوم بعد أكثر من 1400 عام، ما زلنا نستذكر هذا الحدث العظيم بكل فخر واعتزاز، ونتعلم منه القيم والمبادئ التي قامت عليها رسالة الإسلام.

مولد النور: بداية رسالة الإسلام ..

كان مولد النبي – صلى الله عليه وسلم – إيذاناً بميلاد أمة جديدة، أمة تحمل في قلبها رسالة التوحيد والإيمان بالله الواحد، وترسي قواعد العدالة والرحمة بين البشر، وقد شهدت السماء والأرض مظاهر تدل على عظمة هذا الحدث، حيث رُوي أن إيوان كسرى، الإمبراطورية الفارسية الكبرى آنذاك، تصدع وانطفأت نار المجوس التي كانت موقدة لمئات السنين، هذه العلامات كانت إشارات واضحة إلى أن هناك تغييراً كبيراً سيحدث في العالم.
* مولدٌ في عصر الجهل والحكمة :

على الرغم من أن الجزيرة العربية كانت في حالة من التخلف والجهل قبل الإسلام إلا أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – جاء ليكون رمزاً للحكمة والعدالة، حيث كانت البشرية في حاجة إلى قائدٍ يهديها إلى الطريق القويم، وكانت مكة المكرمة المكان الذي اختاره الله ليكون مولد هذا النور.

نشأ النبي- صلى الله عليه وسلم- في مجتمع قبلي تسوده العصبيات والجاهلية إلا أنه تميز منذ صغره بحسن الخلق ورجاحة العقل، كان شاباً حكيماً، معروفاً بين قومه بالصدق والأمانة، مما جعله محل ثقة واحترام الجميع، ورغم أنه عاش يتيمًا في مجتمع يُعظّم الأنساب والقبائل إلا أن الله سبحانه وتعالى هيأ له أن يكون خير البشر، وأعده ليحمل أعظم رسالة للبشرية.

 بداية الرسالة الرحمة المهداة :

حين بعثه الله نبيًا في سن الأربعين، بدأت مرحلة جديدة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- وفي حياة البشرية،كانت رسالته واضحة منذ البداية، أن الله هو الواحد الأحد، وأن الناس جميعًا متساوون أمامه، لا فرق بين غني وفقير أو عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وبهذه الرسالة، أسس النبي – صلى الله عليه وسلم- قواعد مجتمع جديد يقوم على العدل والرحمة، ويسعى لتحقيق السعادة والكرامة لكل فرد فيه.

كانت حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- مليئة بالصبر والجهاد لنشر هذا النور في أرجاء الجزيرة العربية، ثم إلى بقية العالم، وعلى الرغم من التحديات التي واجهته إلا أنه ظل ثابتًا على الحق، يعمل بلا كلل لنشر رسالة الإسلام، ويقدم القدوة الحسنة في كل موقف يمر به، فكان خير معلمٍ وخير قائدٍ لأمته.

 إرث النبي- صلى الله عليه وسلم- :

لم يكن مولد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- مجرد حدث تاريخي، بل كان بداية لعصرٍ جديد، حمل معه نور الإيمان والتوحيد إلى العالم أجمع، وبعد وفاته استمرت رسالته في الانتشار، فأسس أتباعه حضارة عظيمة تقوم على العلم والإيمان والعدل، حضارة أثرت في شتى مجالات الحياة من العلوم والفنون والفكر.

اليوم يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بمولد النبي – صلى الله عليه وسلم- ويتذكرون من خلاله قيمه وأخلاقه التي تمثل النموذج الأعلى للبشرية يحتفلون بهذا اليوم العظيم ليس فقط تذكيرًا بمولده، بل ليحيوا سنة النبي في حياتهم اليومية، ويتعلمون من سيرته العطرة التي كانت ولا تزال مصدر إلهامٍ للأجيال.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights