مغامرات مجهولة
بدرية بنت حمد السيابية
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. هكذا حياتنا نرغب للأفضل ونسعى للأحسن ونتحدى الصعاب للوصول إلى قمة النجاح وتحقيق الأحلام التي كنا وما زلنا نحققها بكل عزيمة وإصرار، أحيانا نحتاج إلى زيادة جرعات من الأمل والتفاؤل، ولكن يبقى السؤال: كيف ذلك؟ هل نستطيع تسلق سلم النجاح بأنفسنا أم يكون لنا داعم خارجي يأخذ بأيدينا نحو القمة ونضع أولى خطواتنا لنرسم الفرح في قلوبنا.
دائما الإنسان يثبت لنفسه بأنه قادر على تخطي الصعاب بمفرده وليس عاجز بذلك ما دام يملك عقلا يتحكم بتصرفاته وقلبا يتحكم بمشاعره؛ فهو لم يخلق عبثا في هذا الكون الواسع منذ لحظة ولادته يرى الدنيا بنور بصيرته، ولكن لا يعلم ما يخبئ له القدر لذلك يجرى بعضنا وراء أهداف سامية وبعضنا الآخر لا يعلم مساره إلى أين ينتهي به المطاف؟
الإنسان المحب للخير تجده يشغل نفسه بنفسه يبحث عما يسعده وما يقدمه للدنيا والآخرة والإنسان المسيطر تجده يفرض نفسه رغم علمه بأنه ليس على صواب ودائما يقع في شر أفكاره وأعماله.
الحياة دائما تعطينا الفرص الذهبية فمن اغتنمها واصل السير نحو طريق مشرق وتحقيق الرؤى لا تأتي إلينا هكذا بسهولة. اجتهد في هذه الحياة ولا تنتظر من أحد أن يرسم السعادة في طريقك وينثر الورود على عتبات آمالك، الطموحات والأحلام عالم جميل ورقيق ومثالي، ولكن تحقيقها ليس بالأمر السهل على الإطلاق؛ حيث يتوجب الأمر الخروج عن منطقة الأمان والراحة والهدوء، والوصول إلى خوض المغامرات المجهولة ومحاربة الخوف والتردد والتخلص من الأفكار المحبطة مثل المخاوف والشكوك والانهزام.
أيقظْ هذه النفس واجعلها دائما منتعشة بأفكار إيجابية كي لا تغزوك الأفكار السلبية وتحطم مبادئك وتنحصر في قفص ترتطم به روحك. افْردْ جناحيك وحلّق عالياً مبتهجاً منتصرأً الحياة تعطينا دروسا وحكم، كن حكيما في اختياراتك في قراراتك ولا تجعل سعادتك في يد الآخرين، أنت من تبني السعادة والفرح لقلبك، دائما تفاءل بالخير؛ حتما ستجده.