إياك ان تكون موظفاً ذكياً وإلا .. (الجزء الثاني والأخير )
غزلان بنت علي البلوشية
في عالم العمل اليوم، حيث يعتقد الكثيرون أن الذكاء والابتكار هما المفتاح الذهبي لتحقيق النجاح والتميز، تكمن الحقيقة في مكان آخر، حيث يمكن أن يكون الذكاء المفرط سيفًا ذا حدين. فبينما يسعى الموظف الذكي لإثبات كفاءته وتميزه، قد يفتح على نفسه أبواب الخطر، متمثلة في شكوك الإدارة ومخاوفها. في هذا المقال، سنتناول محطات يجب على كل موظف أن يدركها ويتوقف عندها بحذر، حتى لا يقع في محظور أن يكون ذكيًا بشكل يثير القلق والريبة من حوله، وفي هذا الجزء الأخير نستكمل ماتبقى من المقالة.
التجاهل المتعمد
في كثير من الأحيان، يكون لدى الموظفين الأذكياء أفكار مبتكرة وحلول خلّاقة للمشاكل، ومع ذلك فقد يجدون أنفسهم في موقف محبط عندما تتجاهل الإدارة هذه الأفكار. هذا التجاهل يمكن أن يكون متعمداً، حيث تسعى الإدارة لتجنب الظهور بمظهر غير كفء أو لأنها تشعر بالتهديد من الأفكار الجديدة.
1.الإحباط الشخصي: عندما يتم تجاهل أفكار الموظف الذكي، يمكن أن يشعر بالإحباط والاستياء. هذه المشاعر يمكن أن تؤثر على أدائه وإنتاجيته، مما ينعكس سلباً على الفريق ككل.
2.قتل الإبداع: التجاهل المتعمّد للأفكار الجديدة يقتل روح الابتكار داخل الفريق. الموظفون قد يصبحون أقل حماساً للمشاركة بأفكارهم، مما يؤدي إلى بيئة عمل تفتقر إلى الحماس والتجديد. وكما قال الكاتب الأمريكي مارك توين: الأفكار العظيمة غالباً، ما يتم تجاهلها في البداية.
3.التأثير على العلاقات: تجاهُل الأفكار يمكن أن يؤثر على علاقة الموظف بالإدارة. قد يشعر الموظف بأن إسهاماته غير مقدّرة، مما يؤدي إلى تدهور الثقة والتواصل بينه وبين الإدارة.
استراتبجيات
كيف يمكن التعامل مع هذه التحديات؟
لكي يتجنب الموظف الذكي هذه الفخاخ، فيجب عليه أن يتبع استراتيجيات معينة:
1. التواصل الفعّال: يجب على الموظف أن يتواصل بوضوح مع الإدارة، وأن يشرح رؤيته وأفكاره بطريقة تجعلها مفهومة وقابلة للتنفيذ. التفاهم المتبادل يمكن أن يقلل من فُرص التجاوزات والتجاهل.
2. العمل ضمن الحدود: على الموظف أن يلتزم بالحدود الممنوحة له، وأن يسعى لتوسيعها من خلال الحصول على موافقة الإدارة. هذا يضمن أن أيّ قرار يتخذه يكون مدعوماً من قبل القيادة.
3. بناء الثقة: الثقة هي مفتاح النجاح في أي بيئة عمل. يجب على الموظف الذكي أن يعمل على بناء الثقة مع زملائه ومديريه من خلال التعاون والشفافية.
الخاتمة
الذكاء، عندما يُستخدم بحكمة، يمكن أن يكون قوة دافعة للنجاح والابتكار. ومع ذلك، يجب أن يكون الموظف الذكي واعياً بالتحديات والمخاطر التي قد يواجهها في بيئة العمل. التوازن بين الذكاء والتواضع، والالتزام بالحدود، وبناء الثقة مع الآخرين، كلها عوامل تساهم في تحقيق النجاح المهنيّ دون أن يكون الموظف مصدر تهديد للإدارة أو الزملاء.
إن إظهار الذكاء والابتكار في العمل يجب أن يتم بذكاء أيضاً لتجنب الوقوع في مصيدة الإدارة التي قد ترى في الموظف الذكي تهديداً لمكانتها. باتّباع الاستراتيجيات المناسبة، يمكن للموظف الذكي أن يحقق التميز والإبداع، مسهماً في تحسين الأداء العام للفريق والمؤسسة، دون أن يكون ذلك على حساب العلاقات الإيجابية أو الاستقرار التنظيمي.