2024
Adsense
مقالات صحفية

٦) نزهة الحروف…

خلفان بن ناصر الرواحي

حرف (د):
دلالة الفعل مرهونة بما فيه الخير وتجنب الشر والإساءة للنفس وللآخرين، فلو دُلَّ أحدنا إلى ما هو أعظم ثوابا مما هو عليه نحن الآن؛ لما توانينا لحظة عن السعي وراء ذلك، لكنها الغفلة وانشغالنا بالماديات جعلتنا نعيش حياتنا دون ذلك الشعور، وتدافعنا إلى ملهيات الدنيا دون النظر إلى دليلنا ومنهجنا وهدفنا الذي خُلقنا من أجله.

فمن هنا كان تأملنا في قراءة تراكيب حرف (د) في هذا السياق؛ حيث وجدت بعض الكلمات التي تدل دلالة واضحة على شدّ الانتباه والتفكير فيما هو مطلوب منا، ونذكر من تلك الكلمات؛ (دبَّ، جَدَّ، حَدْ، تَجِدْ). فكل هذه الكلمات هي رسالة لكل إنسان أن يتفكر في كل ما يَدبُّ في هذه البسيطة، وكيف يمكن أن نجدَّ الخطى نحو الخير ونَحِدُّ من الوقوع في طريق الشر؛ لنجد أنفسنا أمام تجدد الحياة التي نعيشها وكيف نستطيع أن نوافق بين سعينا في النجاح في الدنيا وفلاحنا في الآخرة بتوفيق الله لنا.

حرف (ذ):

يقال: “ليس كلّ ما يلمع ذهبا”، وهذا المثل متداول ومشاع بين العرب منذ القدم وحتى يومنا هذا؛ ولكن نحن نرى من وجهة نظرنا أن ثمة اختلافا بين المقصود وبين الواقع؛ حيث نرى المعنى في كلمة (ذهب) وحدها ليس شرطا أن تكون المعدن نفسه، وإنما يكون ذلك في قيمته المعنوية من حيث التشبيه والاستعارة والكناية، وما زاده جمالا هو وجود حرف (ذ) في مقدمة اللفظ والجملة، وهذا ما استطعنا استنباطه من خلال تعايشنا مع مجريات الأمور في حياتنا المختلفة.

بالإضافة لذلك، فإن هذا الحرف (ذ) لو ركبناه مع عدة حروف سبقته لتجلت لنا بعض الكلمات العميقة في المغزى؛ ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ( جذّاب، أخّاذ، حبذا، حذا). فلو تأملنا في الكلمة الأولى والثانية مثلا نجدها متوافقة مع المعنى المعنوي لمعدن (الذهب)؛ حيث نجدها جميعا ناتجة عن ردة فعل نتيجة التعبير عن موقف أو منظر معين!

كذلك الحال بالنسبة للكلمتين الأخيرتين (حبذا، حذا)؛ فهي دلالة على التخيير والترغيب والتوجيه والاقتداء الحميد!

فمن أجل ذلك، نجد أن لكل كاتب أسلوبه الخاص في التعبير والتكيف مع الكتابة الأدبية لكل حرف حتى وإن كان يراه غيره غير ذلك!

ولنا في هذه النزهة تتمة…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights