تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

صبرًا آل هنية .. فقد حملتم لواء القضية

   ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

كثُر اللغط والحديث عن كيفية استشهاد وملابسات ما وقع للمجاهد الكبير المناضل القائد: إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس، رحمه الله وتقبله في الشهداء.

فقد قدّم روحه رغبةً في الشهادة، ووهب حياته من أجل القضية تأسياً بمن سبقه
وحسبنا ما قاله رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة حماس خالد مشعل بأن إسماعيل هنية:

عاش وسط شعبه في مخيم الشاطىء يتلمس آلآمهم ويشاركهم أفراحهم، ختم قضيته وشعبه وقدسه مجاهداً وختمها داعيةً حافظاً للقرآن، وختمها رئيساً للوزراء، انتهى كلامه.

وأضيف بأنه قدّم الشهيد تلو الشهيد من أفراد ًعائلته وأقاربه قبل أن يرتقي هو شهيداً، وأفنى عُمره من أجل فلسطين ومن أجل القضية، دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك ومقدسات الوطن والأمة، فجاهد في سبيل ربه، وكان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ليمضي كما مضى أسلافه وأشياخه وأصحابه، كالشيخ أحمد ياسين، والشيخ الرنتيسي، والمهندس العبقري يحيى عياش، والشيخ صالح العاروري وكل شهيد حمل روحه على راحته وباع نفسه لله، فربح البيع، نعم ربح البيع أيها الشهداء، والدليل على ذلك أنكم أوجعتم أهل النفاق من المرجفين حتى وانتم شهداء، ووالله إنكم عند الله أحياء، فلم تتوقف الألسن عن الدعاء لكم والحديثِ عن جهادكم ونضالكم، وصلاة الغائب التي لم تتوقف هي الأخرى عليكم منذ بداية طوفان الأقصى وحتى الآن، وهذا دليل العظمة والرفعة من الله.

وأما الأغبياء والجبناء الذين أوجعتموهم من المرجفين فهم من يقدحون ويطعنون في سيرِ الشهداء والأولياء، وهؤلاء لا يختلفون عن من خانوا الله ورسوله من قبل، كأهل النفاق من أهل المدينة ممن مردوا على النفاق وهم أحفاد ابن سلول الذي رجع بثلثي الجيش زمن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ رجع بمن معه من المنافقين الذين سمعوا كلامه، فهؤلاء اليوم امتدادٌ لسلالة ابن سلول ومسيلمة الكذاب وأبو عامر الفاسق، ولا يخلو منهم زمان أو مكان، فقد بيّن الله لنا حقيقتهم في القرآن الكريم ومواقفهم المتكررة وأساليبهم الماكرة في الوقوف مع الفئة الباغية وخذلان أهل الحق من المؤمنين.

وكذلك بيّن لنا حقيقة الصهاينة الذين لا عهد لهم ولا ميثاق، والجرائم النكراء التي ارتكبوها بحق البشرية والإنسانية من قبل، وكذلك بدءً بشعب فلسطين الأعزل ثم العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان واليمن والسودان، هذا الأخير الذي تُنتهك حقوقه وتُهان كرامته وتُنهب خيراته في تكتم إعلامي غير مسبوق من قِبل مرتزقة جيش الدعم السريع المدعوم من قِبل دويلات الشر والفساد.

وحينما تُقلبُ المفاهيم وتبرمجُ العقول وتنجرّ الشعوب وراء كل كذب وتدليس، هنا تكمن المصيبة، فيصرف الفكر من الجهاد إلى الرقص، ومن الحقِّ إلى الباطل، ومن القرآن إلى البهتان، فتنتشر الحفلات وصخب المهرجانات، وتصرف هذه الأجيال عن التمسك بالجهاد وتدبر الآيات إلى المعاصي والموبقات، ثم بعد وقوع الكوارث يقولون: يا ليتنا كنا من المتدبرين والمتدبرات.

وهذه دعوة مني أختم بها مقالي أوجهها عبر هذا المنبر وأبدأ بنفسي أولاً: أن نعود جميعاً إلى الله، ونتمسك بكتابهِ ونتدبر آياته ونتبع وصايا الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ونقف مع كل مظلوم، ونقول الحق ونترحّم على كل شهيد باع نفسه لله، وأقول كما قال الرسول _صلى الله عليه وسلم _ لآل ياسر: صبرًا يا آل ياسر، إن موعدكم الجنة، أقول: صبراً يا آل هنية، فقد حملتم لواء القضية، ولكم الجنة بإذن الله، فأنتم عند الله أحياء وأنتم في هذا الزمان خيرُ البرية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights