غنية السعدية
في أحد الأيام، سمعتُ صوت أنين من مكتبتي، وبدأتُ أقترب من الصوت، سقطتْ دمعتي دون تريّث، وجدتهم ممزَّقين بسكين غدر الأيام التي لم تعرف الرحمة. وهرعتُ أبحث عن ضمادات لعلّي أصلح من الأمر شيئاً.
بدأتُ أضمّد الحروف، وبعد أن عادت صحتها سألتها عن السبب، فأجابت:
عندما يتسلط الظلم والعدوّ يتنزّه في حدائقنا دون قيود، ويدوس على الأزهار اليانعة دون شفقة، ويسلب الطائرة الورقية من أيدينا التي لم تحلّق عالياً، تتحول نظرتنا الطفولية إلى نظرة جنديّ قويّ يدافع دون خوف، ونحن نردد:
“غداً .. غداً .. سيزهر الليمون، وتفرح السنابل الخضراء، وتتراقص الغصون، وتضحك العيون، وترجع الحمائم المهاجرة إلى السقوف الطاهرة، ويرجع الأطفال يلعبون”.
