يبكون فرادى ..
مزنة بنت سعيد المعمرية
في الحديث عن فلسطين الحبيبة تأخذك الذكرى ل”أحمد ياسين”، بطل الكرسي والكلمة، رحلة الصمود التي لا تنسى ولا تغيب عن المشهد الفلسطيني.
والمجاهد العظيم “عز الدين القاسم” والكثيرون من ماتوا تاركين خلفهم أجيالا أقسمت ألا ينال منهم العدو راحة، ولا يهنأ لهم عيش ما دامت أرواحهم تنبض في أرض ما خلقت لهم، ولن تكون يوما لهم.
إن فلسطين كانت وما زالت ولادة الأحرار، أرواح معلقة بحب الأرض فما كان من العدو إلا أنه حاول ولا زال يحاول أن يكسر شوكتهم من خلال كافة الأساليب البربرية ظنا منه أنه سيكسر فيهم حب الوطن.
فالحصار الذي يمارسه العدو الهمجي ليس بالجديد على فلسطين عامة وغزة خاصة، التي ما زالت تعيش حصارا ممنهجا منذ ١٧ عاما.
على مرأى العالم المتداعي بإنسانيته ومنظماته التي لم تفلح في إصدار قرار صارم يردع به ذلك العدو الغاشم ليوقف غطرسته، بل إن تلك القرارت ما كانت سوى قرارات شكلية بدون مضمون حقيقي. وهذا ما شهدناه في محكمة العدل الدولية الأخيرة، تلك التي كنا نعقد آمالا عظيمة عليها، على الرغم من أننا موقنون ومؤمنون بأن الحق سيدحض تلك الترسانة الإسرائيلية وأعوانها الكثيرين من يقفوا خلفها.
لكن كنا نأمل أن يتحرك ضمير الإنسانية فيهم، وأن تشفع صرخات الطفلة “هند” أو أن تشفع بشاعة مجازر للعدو في مخيم للاجئين؛ كي يتحرك العالم ضد اليهود، بل بقي العالم صامتا صمتا عجيبا، خصوصا صمت العالم الإسلامي، وكأن الذين يقتلون ليسوا من أبناء جلدتهم، وكأن الأمر لا يعني لهم شيئا!!! بل في ظل الحرب الظالمة تجد بعض دول العالم العربي منشغلة في احتفالات ومهرجانات تافهة.
إن أهلنا في غزة يعيشون حالة النسيان العالمي في دائرة مغلقة من اللا مبالاة العالمية، وعلى الرغم من شناعة الجرائم الإسرائيلية فلا زال أهلنا في غزة يبكون فرادى، فمتى ستتحرك ضمائر الإنسانية؟ ومتى ستصحو النخوة والغيرة العربية؟ فوآسفاه على أمة مات بداخل أهلها الشرف والكرامة؛ فباتت فلسطين ضمن الأرشيف المنسي !!