2024
Adsense
مقالات صحفية

سر التلاحم في سلطنة عُمان

سليمان بن حمد العامري

من المعلوم أن الروح لا تتجزأ عن جسم الفرد، فلا تقبل الفصل إلا بعد انتهاء مدتها في الحياة الدنيا، ونؤكد بأن رحيلها لا يتم إلا بأمر من الله وحده مهما اجتمع الإنس والجن أتباع الشياطين بضرر وضرار.

ومن هذا المنطلق نؤكد فيما أشرنا أعلاه بأن الشعب العمانيّ بنيانه متين لا يُنتزع إلا بأمر المولى عزّ وجل، ولهذا ننبّه محذّرين لمن يملك في قلبه الجشع والفتن والكراهية بأن عمان من عبق الزمان هي أرض الوحدة والسلام، فلا تُنبت إلا نباتاً طيّباً يفوح منها رائحة الودّ والمحبة والوئام، الذي ينتشر بين السلطان وشعبه، فتجمعهم رابطة الوالد وأبنائه، مقتبسين من رسالة الإسلام الصحيح؛ ولذلك سُمّيت بإمبراطورية السلام.

ومن البديهيّ أن قوة التماسك الذي تمتلكها الحكومة مع مواطنيها تصدّ كل متربص جبار يقوم بأعمال شائنة مبتغياً بها التفرقة والشقاق، ومخالفاً للفطرة العمانية السليمة، سواء كان من داخلها، أو من خارجها، وليعلم بأنه سوف يجرّ ثوب الخذلان والخسارة بعد ذلك.

ولا غرور عندما أتحدث عن وطني عُمان؛ فهي العظيمة التي عُرف شعبها بالطيبة والنُبل، الذي امتدحهم رسول الله ﷺ بقوله: (لو أتيتَ أهل عمان لا سبّوك، ولا ضربوك) صحيح مسلم.
فهل بعد هذا يتجرأ كل حاقد وحاسد أن يبتغي زعزعة الاستقرار الأمني فيها؟
وحريٌّ بنا التطرق إلى براهين كل زائر ومقيم طوال مكوثهم بأنهم لم يكونوا غرباء، وإثباتاً لقوة التلاحم تلك بين أفراد المجتمع الذين لا يعرفون طريقاً للطائفية، فهم يجتمعون في جملتين، ويرفعانها شعاراً على أبواب منازلهم، عندما قال الإمام نور الدين السالمي رحمه الله:
“ونحنُ لا نُطالب العبـــادا
فوق شهادتيهم اعتقـادا،
فمن أتى بالجملتين قلنا
إخواننا وبالحقوق قمنــــا”

فلا يسعني في الختام إلا أن ننوّه لمن سوّلت له نفسه
بأن سلطنة عُمان هي التي أخرجت رجالاً أشدّاء حكماء مترابطين بدماء الأخوّة، ونطوي حديثنا في هذا المقام بقصيدة بعنوان
(نهضةُ عُمان)

“للشاعر سالم بن علي الكلباني”

من البَدءِ كُنتِ الخيرَ والنّورَ والحُبَّا
عمانُ، وكنتِ الروحَ والجسمَ والقلبا
نُحيِّيكِ بالحُبَّ الذي أنتِ أهلُه،
ونفديكِ باﻷرواحِ إنْ عَصَفتْ نَكبا
ونرفعُ آياتِ الوفاءِ لقائدٍ
به شرَّفَ اللهُ العروبةَ والعُربا

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights