عشنا فقراء وسنموت أشد فقرًا
عشنا فقراء وسنموت أشد فقرًا
طالب المقبالي
بعد انقطاع طويل عن كتابة المقالات، والاقتصار على الكتابة في منصة أكس، أعود إليكم بهذا المقال المتواضع لأتحدث عن نفسي وربما ينطبق ذلك على وضع البعض ممن يقرؤون هذه الأسطر المتواضعة.
فهناك الكثير ممن تنطبق عليه حالتي وربما أسوأ من ذلك.
لقد عشنا أثناء العمل نصارع الحياة بشتى أنواعها، وتلاحقنا الديون من أول راتب إلى آخر راتب، وما زال البعض يقاسي الأمرين من وطأة الديون.
فقد استدنا لبناء منازل لنا، ثم استدنا لشراء سيارة، ثم استدنا لرحلاتنا؛ كي نعيش مثل الآخرين، سفر وسياحة وترفيه، ومنا من لم تمكنه ظروفه من السفر، لضعف الدخل وكثرة المصاريف.
كل هذا ونحن نتقاضى بالإضافة إلى رواتبنا الشهرية علاوة غلاء المعيشة، وعلاة الماء والكهرباء، وعلاوة النقل أو السيارة، وعلاوة الهاتف، والتي قُطعت جميعها بعد التقاعد، وكأن المتقاعد ليس بحاجة إلى علاوة غلاء المعيشة، وليس بحاجة إلى علاوة الماء والكهرباء، وليس بحاجة إلى علاوة النقل أو السيارة، وليس بحاجة إلى علاوة الهاتف، بينما أصبحنا نتقاضى ثلثي الراتب الذي كنا نتقاضاه ونحن على رأس العمل.
بل المصيبة أكبر، فقد أنهكتنا الضريبة المضافة التي تزامن تطبيقها مع خروجنا للتقاعد، وكذلك تعرفة الكهرباء والمياه التي تضاعفت أسعارها، وفوق ذلك أصبح العماني يدفع فاتورة مقيم كما كانت تسمى سابقا لمن لديه أكثر من عدادين للكهرباء وللمياه بالرغم من سكناه هو وأولاده في البيتين.
فعلى سبيل المثال، أنا لدي بيتان وبكل منهما عدادان ، وفي كلا البيتين أسرتي وأولادي، فالبيت الأول أعامل كمواطن، والبيت الثاني أعامل كمقيم كما كانت تسمى سابقا، وقد لمعت التسمية بعد أن انتقدناها بكتاباتنا فأصبح اسمها الحساب الإضافي !!! أي إضافي والمقيم في المنزلين أسرتي وأولادي؟!
عشنا فقراء وسنموت أشد فقرًا، هكذا شاءت الأقدار أن يكون مصيرنا، ولم ينعم بالرخاء إلا الذي يجمع المال بطرق ملتوية وغير مشروعة، أو فتح الله له باباً من السماء يدر له دخلاً لم يكن ليحلم به.
هكذا يسير الوضع وبهذه الكيفية تمضي الأمور، وهناك من يعاني الأسوأ في حياته، وأعني بهم المسرحين الذين تتحكم فيهم العمالة الوافدة والتي تتحكم في مفاصل الاقتصاد في بلادنا للأسف، فأنا على يقين بأن خلف كل مسرح مسؤولا وافدا، أخذ على عاتقه تسريح العماني ليحل محله الوافد من بني جلدته.
كذلك تكتظ البيوت في بلادنا بالباحثين عن عمل (العاطلين) فبالكاد يخلو منزل من العاطلين عن العمل، وقد كتبت عن هذا الموضوع في مقالات سابقة نشرت بالصحف المحلية.
ولا ننسى ارتفاع تكلفة الوقود والتي حصلت على دعم للوقود العادي فئة 91 ، وهذا النوع لا يصلح لجميع المركبات، وأعرف أشخاصا يستحقون الدعم الوطني ممن ينطبق عليهم النظام ولا يستفيدون منه لكون مركباتهم لا يتوافق معها الوقود من نوع 91 ؛ ومن ثم تنازلوا عن بطاقة الدعم، فأتمنى أن يشمل الدعم جميع أنواع الوقوع أو على الأقل من نوع 95 الذي يتماشى مع جميع المركبات.
كما أتمنى النظر في توظيف العماني في الوظائف القيادية بدلاً من العمالة الوافدة ، فأبناء البلد أحق بتلك الوظائف قبل غيرهم.