2024
Adsense
مقالات صحفية

غياب الأندية الشبابية ودورها الأساسي…!

خلفان بن ناصر الرواحي

إنّ للارتقاء بالحياة الرياضية والثقافية والاجتماعية والأنشطة الموازية الأخرى لهو أمر ذو أهمية، باعتبارها وسيلةً للنهوض بالمجتمع، وتحسين مستوى بناء قدرات النشء والشباب ومساعدتهم على بناء شخصيّاتهم وصقل مواهبهم؛ فإننا نرى أنه لا بدّ من تفعيل دور الأندية كآليّة تدبير للأنشطة الموازية لهذه الحياة العصرية، وهنا ينبغي أن يكون لدينا وعي واضح عن الآتي:

ما هذه الأندية؟ وما الغاية من تأسيسها؟ وما دورها في تمكين العلاقة بينها والمجتمع؟

إنّ مما لا شك فيه أن الأندية يعد دورها الأساسي والأهم هو تحقيق الأهداف المرجوة التي يجب أن يكون عليها وفق ما جاء في هيكلها التنظيمي واختصاصاته وما له وما عليه، وفي إطار وآليّة منهجيّة وعمليّة للقيام بنوعٍ من أنشطة الحياة المجتمعية شاملة ومتكاملة، والتي تنظّمها الجهات المختصة وتنفذها مجالس الإدارة، وتكون بإسهامٍ من أعضاء الجمعية العمومية والمجتمع على حد سواء، ومما ينبغي أن تكون عليه تلك الأندية أن تضم نخبة من المثقفين وأصحاب الخبرة في مجالات مختلفة ومن مستويات دراسيّة مختلفة؛ لكي تقوم بدورها على أكمل وجه، تجمعهم ميول وأهداف مشتركة لأنشطة يعمل النادي على تحقيقها وتنفيذها؛ بحيث يُقبلون على الانخراط التلقائيّ والعمليّ لإنجازها، تحت إشراف ممنهج.

نعم، إن تحقق ذلك؛ فإن هذا الأمر يتيح لجيل الشباب فرصة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية وربما العمليّة والتربويّة والسلوكيّة، في جوّ يسُوده الشعور بالانتماء والتطوّع وتقبّل الاختلاف وروح المبادرة. ويسود جوّ العمل الفريقيّ والتعاون الإيجابيّ والتضامن والتحفيز والقدرة على التواصل مع مختلف الفرق الأهلية التي تنضوي تحت مظلة الأندية، ويقوي العلاقة مع المجتمع.

كما نرى أيضًا أن دور الأندية لا ينبغي أن يقتصر فقط على جانب واحد فقط دون غيره، وذلك لأنه ليس دائرة مغلقة؛ بل هو فضاءٌ واسع لتبادل الخبرات والمعلومات والمهارات. وهو يؤسّس لربط مجموع الخبرات بالمجتمع المحلّي، والعمل على التزوّد بالمفاهيم الأساسية التي تشمل الجوانب الرياضية والثقافية والفكرية والاجتماعية وغيرها من المجالات بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية؛ وذلك من أجل بناء مستقبل العلاقات مع الآخرين وبما يحقق الطموحات على مستوى المجتمع المحلي والوطني أو نحو العالميّة.
فمن وجهة نظرنا ومن خلال ما نراه على أرض الواقع أن هناك غيابا كبيرا لهذه الأندية عن المجتمع، مع إيماننا بأهمّيّة وجود هذه الأندية؛ لكونها الطريق الذي يعبر عليه النشء والشباب نحو الحياة بكلّ معانيها؛ فهي من الواجب أن تكون حاضرة لتعمل على الآتي على سبيل المثال لا الحصر:
– تنظيم استثمار الشباب لأوقات فراغهم في تنمية مهاراتهم وتطوير لياقاتهم البدنية، وغرس روح العمل في نفوسهم، وإذكاء شعورهم بأهمية الإسهام في المجالات ذات النفع العام.
– تشجيع مختلف الهوايات ودعمها وتنشيطها عن طريق تنظيم المسابقات والـدورات واللقاءات الشبابية.
– تعزيز أهمّيّة العمل الجماعيّ أو الفريقيّ.
– صقل أصحاب المواهب وإفراغ طاقتهم في الإبداع والابتكار وإيجاد الداعمين لهم.
– تحفيز الفضول العلميّ لديهم للبحث والاستقصاء والاكتشاف، وتنمية حسّ المعرفة والفضول العلمي للوصول إلى الحقائق عندهم، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كالمدارس والمؤسسات التربوية والعلمية وغيرها.
– أهمية توعية المجتمع على قضايا محيطهم ومجتمعهم، وإشراكهم في وضع الحلول وتقديم المقترحات، وتنفيذ المشاريع الخدماتيّة.
– تعزيز فكرة التّطوع والعمل الفريقيّ، وتنمية روح المبادرة، وتعزيز روح التعاون.
– صقلّ شخصيّة النشء والشباب، وتزويدهم معرفيا من خلال استقطاب خبرات عمليّة وعلميّة تفيدهم لمواجهة الصعوبات الحياتيّة بشكل مسؤول، وتمكينهم من اتّخاذ القرارات وتحمل النتائج مستقبلا.
– دعم الفرق الأهلية وتطويرها بشكل عام، وبناء علاقة تكاملية شاملة تخدم النادي والفرق على حد سواء.
– جعل الأندية مكانًا أكثر ملائمة على الارتقاء بمستوى الرياضة والأنشطة الشبابية بما يسهم في تنشئة أجيال قادرة على تحمل المسؤولية، وذلك في إطار القيم والتقاليد العُمانية الأصيلة.

لهذا نرى أنه من الأهمية أن تكون هناك مراجعة شاملة من الجهات المعنية بهذا الأمر، تشمل واقع النشء والشباب والمجتمع وعلاقته بتلك الأندية، ولماذا نحتاج إلى الأندية؟ وكيف يمكن الاستفادة منها وتطويرها، ودعمها للقيام بدورها الفعال لتحقيق أهدافها الذي أنشئت من أجل؟ وكما أنه من المهم أيضا أن يكون هناك اهتمام كبير لدى الجهات المعنية التي تشرف على هذه الأندية أن تعزز مكانة ديمومة هذه الأندية للقيام بدورها الذي أُنشئت من أجله، ومساعدتها في تطويرها، ومساعدتها على النهوض بقطاع الشباب من خلال دعمها ماديا ومعنويا، والدفع بها لإيجاد حلول مناسبة للاستثمار وتحقيق دخل مادي يعينها على تحقيق ما يتطلع إليه المجتمع العُماني في مختلف المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات الأخرى التي تلامس مستقبل الأجيال حاضرا ومستقبلا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights