2024
Adsense
مقالات صحفية

لوغاريتمات الصحة النفسية وعلاقتها بمقاييس النزعة المركزية و التشتت

علي بن مبارك اليعربي

الصحة النفسية عملية حسابية معقدة؛ فالباحث عنها عليه تطبيق قانون لوغاريتمات السلوك على الأفراد والجماعات باعتماد أفعالهم الموجبة أساس تعامله، بحيث يكون أفضل من سلوك الآخر ولا يساوي واحد. بذلك نؤكد طريق الوصول للسعادة ثم الصحة النفسية والتخلص من الضغط النفسي الذي قد يسببه الآخرون من خلال لوغارتميات السلوك؛ وذلك بتقليل ردات الفعل وتقدير نتائجها وإجراء مزيد من عمليات التبسيط لتستمر الحياة ليس خوفا منهم ولكن حفاظا على صحة الفرد النفسية، وهذا ما يسمى رياضيا بالخصائص الجبرية تماما في السلوك الاجتماعي.

يعد جبر الخواطر وحسن الظن من الخلق الإسلامي والتفكير الإيجابي وضمن فن العلوم الإنسانية وأحد أسباب الرقي الاجتماعي؛ فالتعريف العلمي للوغاريتمات هو، أنها عملية عكسية لعملية الأسس، فالأصل أن الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يمكنه العيش بمفرده؛ وكي يعيش ويتعايش مع الآخرين يجب عليه ألا يأتي بعملية عكسية، أي لا يقابل الإساءة بالإساءة؛ لهذا أطلقت على هذا السلوك الإنساني بالعملية اللوغارتماتية، بحيث يمثل اللوغاريتم عددا ما. وبالنسبة للأساس بأنه القوى الدافعة لسلوك الإنسان وفطرته السوية؛ فدالة اللوغاريتم الطبيعي في السلوك الإنساني وهو يعتمد على خاصية تحويل العثرات إلى أفعال حقيقية موجبة قطعا، تطبيقا للنصوص القرآنية وتجسيدا لما ورد في السنة النبوية الشريفة. وأما مقاييس النزعة المركزية والتشتت فعلاقتها بالصحة النفسية علاقة طردية؛ فكلما ارتفعت درجة ضبط النفس وتقدير الذات، زادت شدة كبح النفس البشرية عن الانحراف وتحديد درجة القيم الأخلاقية للأفراد من خلال مقاييس النزعة المركزية؛ مما يسمح بالتعبير عن ميل مؤشر الصحة النفسية ومنع الاضطرابات النفسية والبحث عن الكمية السوية للسلوك والتجمع حول القيم الوسطية المركزية للسلوك الإنساني. وضبط السلوك عن الانحراف في التعامل مع الأفراد والتعامل حسب متطلبات الموقف؛ بهذا يتم اعتبار مقاييس النزعة المركزية أداة حقيقة من وجهة نظري، إذا ما تم ضبطها مع السلوك الإنساني السوي، والتي يمكن أن تُستخدم لقياس وتقييم حالة الصحة النفسية للفرد. وتهدف هذه المقاييس إلى تمكين الفرد من مواجهة الاضطرابات وحلحلة المشكلات النفسية، والتعامل بإيجابية، والتمركز حول الذات. وهي حالة يحاصر فيها الإنسان ذاته ويراقبها بعين الحكم أو المراقب أو حتى الجلاد. ويتم ذلك من خلال الاستجواب والإجابة على سلسلة من الأسئلة أو العبارات التي تتعلق بالمشاعر والتفكير والسلوك والتفاعلات الاجتماعية.
فالمنوال هو تكرار السلوك السوي وضبطه والسيطرة عليه وتحديد المواقف التي تثير الانفعالات، ومعرفة محفزاتها والاستعداد للتعامل معها بشكل أفضل. رغم أنه لا يمكن الاعتماد على قيمة المنوال رياضيا إلاّ إذا كان عدد القيم كبيراً. فهو لا يمثل القيمة الوسطى في توزيع القيم، ولا يمكن الاعتماد عليه أيضا في التفاعلات الاجتماعية، والسلوك البشري كذلك ليس له قيمة ثابته؛ فهو لا يؤثر على القيمة الوسطية للسلوك الانفعالي للأفراد، كما هو عليه الحال في الوسيط؛ حيث الاعتدال وقيمة ذلك في التعامل مع الآخرين وأثره على السعادة والتقليل من مخاطر الاضطرابات العصبية والأزمات النفسية، كما أن الوسط يؤدي إلى مجموعة من القيم الإيجابية وبمقدار ما يقدمه الفرد لذاته وللآخرين؛ مما يصل بالتعاملات الإنسانية إلى التكامل والتفاضل؛ وهو ما يسمى رياضيا ( الدراسة الرياضية لتغير المستمر)، يقابله اجتماعيا الحفاظ على العادات والتقاليد والقيم الدينية. وهذا يعطينا مقياس ثالث من مقاييس النزعة المركزية، وهو المدى الذي يوصل صاحبه إلى القدرة على معرفة وتمييز الفرق بين القيمة الأعلى والأدنى في مستوى تعامله والحفاظ التام على صحة النفس وضبط المدى الانحرافي لمعيار السلوك، وضبط السلوك عن الانحراف في التعامل مع الآخرين حسب المواقف اليومية، كما أن لمقاييس التشتت دورًا مهمًا في فهم سلوكيات البشر وتحليلها في مجال التعاملات الاجتماعية وتباين القيم. ويساعدنا ذلك في فهم الآخرين وتحليل سلوكهم السوي واللا سوي بصورة إيجابية دائما، واستخلاص خصائصهم ، واتخاذ القرارات المناسبة لحماية الصحة النفسية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights