سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

هل بدأ الخريف فعلاً؟

سامح بن سالم بن حمد الشكيلي

قبل أيام قلائل، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي حول حالة الطقس في محافظة ظفار التي يزورها الخريف في الفترة ما بين الثلث الأخير من شهر يونيو وحتى أواخر سبتمبر من كل عام معلنا بذلك استقبال سلطنة عمان أفواجا سياحية من مختلف دول العالم، وعلى الرغم من أن “موسم الخريف” أو هبوب الرياح الموسمية الغربية القادمة من المحيط الهندي هي ظاهرة سنوية متكررة؛ فإن موسم الأمطار قد يتأخر أو يتقدم بأيام قليلة حسب اكتمال عناصر الطقس الملائمة لدخوله المنطقة، لكن اللغط الذي كان يدور حول ما إذا كانت أجواء الخريف قد بدأت فعلا في المحافظة أم لا.

“صلالة” هي إحدى ولايات محافظة ظفار وأكبرها مساحة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالي 99,300 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 417,891 نسمة حسب إحصائية المركز الوطني للإحصاء والمعلومات مطلع العام الجاري، وتتمتع صلالة وأغلب ولايات المحافظة بمناخ استثنائي في فصل الصيف؛ حيث اعتدال درجات الحرار، وتساقط الرذاذ، وتدفق الينابيع والشلالات المائية، في ظل شدة ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الصيف في دول المنطقة، وهو ما يجعلها قبلةً مقصودةً سياحيا من مواطني دول الجوار.

لا شك أن ” الإعلام” هو الأداة الأساسية في تنشيط القطاع السياحي في صلالة وغيرها من المواقع السياحية في عمان، فبالإعلام نجد الأخبار الموثوقة والصور الحقيقية الحية والحوارات البناءة والأسلوب الترويجي المدروس؛ حيث إن الإعلام في وقتنا الراهن لم يقتصر على الأدوات التقليدية فحسب كالتلفزيون والإذاعة والصحافة الورقية، بل تعدى ذلك ليصل إلى الأجهزة الذكية من خلال تداول مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل المختلفة ليصل عدد مشاهداته ما يفوق أضعاف مشاهدي الوسائل التقليدية، وهنا نشير إلى أهمية مواكبة التقدم الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات في شتى المجالات، وإذا ما أردنا أن نحول قطاع السياحة إلى صناعة حقيقية لرفع العائد الاقتصادي في البلد، فلا بد لنا من وضع إستراتيجية واضحة وأهداف مدروسة من استقطابنا عدد كبير من الزوار في العام الواحد؛ إذ لا يمكن أن نجلب المستورد ولكن يجب أن نضاعف عدد الصناعات المحلية، وأن نفتح المجال أكبر أمام المستثمرين المحليين ممن يتميزون بجودة المنتج واستدامته وكثرة الطلب عليه، وهذا لا يتأتى إلا بوجود إعلام قوي يتولى قيادة هذا التوجه، وتحقيق الترابط بين القطاعات المعنية بالسياحة في سلطنة عمان وتغيير توجهات السائح المحلي قبل الخارجي للنهوض بهذا القطاع الحيوي المهم، كما يجب التركيز على مفهوم الغرس الثقافي والقيمي في الجوانب التي يجب إظهارها أمام السائح الخارجي.

خلاصة القول: إن إثارة الجدل التي حدثت حول أجواء محافظة ظفار، لا بد أن نتعلم منها دروسا وعبرا، ونولي اهتماما أكبر بقطاع الإعلام السياحي الذي يعد أولى خطوات الصناعة السياحية، فالإعلام السياحي المستقل له أهمية كبيرة في عالم السياحة؛ حيث يلعب دورا حيويا ومهما في تعزيز القطاع السياحي ونشر الوعي حول المواقع السياحية، كما يساهم في عملية الترويج والتسويق للوجهات السياحية وتعزيز الاقتصاد المحلي ونشر الوعي حول الثقافات والتراثات المختلفة، ويسهم أيضا في تطوير البنية التحتية، ويساعد في بناء صورة ذهنية إيجابية لسلطنة عمان على المستوى الدولي.

ولا بد أن نشير في هذا المقال إلى التجربة التركية في مجال الترويج السياحي من بوابة المسلسلات المدبلجة، فقد أصبحت صناعة السياحة في تركيا من أهم القطاعات الاقتصادية، وتشكل مصدرا رئيسا للدخل الوطني، وتسهم في تعزيز الاندامج الثقافي، ناهيك عن مساهمتها بشكل كبير في توفير العديد من فرص العمل في هذا القطاع؛ حيث تشير الإحصائيات التركية إلى تزايد عدد السياح العرب ومنهم العمانيون بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس نجاح التجربة التركية، كما أن تأسيس المملكة العربية السعودية هيئة خاصة بالسياحة دليل اهتمامها هي الأخرى بالسياحة في المملكة، وبدأت خلال السنوات القليلة الماضية تجنى ثمار ذلك الاهتمام بشكل ملموس.

الإعلام والسياحة عاملان متلازمان من أجل النهوض بقطاع السياحة في البلد؛ إذ لا يمكن الاهتمام بعامل دون الآخر، فالصورة الذهنية تتطلب عدسة ذكية وصوتا جذابا وهدفا واضحا وقانونا محكما ورؤية مستقبلية ثاقبة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights