سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

شؤون نسائية

   مريم الشكيلية

“الحمدلله، وبفضل من الله تعالى لقد رزقنا الله بمولود…”

“نتشرف بمشاركتم فرحتنا بحضوركم لحفل زواج ابنتنا….”

“ندعوكم لزيارتنا في منزلنا المتواضع بمناسبة منزلنا الجديد… فأهلاً وسهلاً بكم…”

إنها ليست دعوات حقيقية قصدناها لكم لمناسبات، وإنما هي مقدمة لمقال أردنا منه أن نلفت الانتباه إلى سلوكيات خاطئة ظهرت في وقتنا الحالي بمجتمعنا العُماني، وهي مرتبطة بمثل هذه المناسبات الاجتماعية وغيرها.

إن مشاركة الناس بعضهم بعضا في أفراحهم ومناسباتهم هي عادات وتقاليد اجتماعية منذ زمن، ولكن لكل زمان ومكان عاداته وتقاليده التي تختلف بعضها عن بعض، والآن في وقتنا الحاضر أدخل الناس في هذه العادات صوَراً جديدة للاحتفال وإظهار الفرح، منها: وضع الحلوى بشتى أنواعها كضيافة للزوار، وتجهيز وعمل توزيعات تعبيراً عن الفرح؛ فعلى سبيل المثال، (تجهيز الحلويات أو كماليات متنوعة أو حتى بخور وعطور في زجاجات لافتة وجميلة وصغيرة، وأيضاً السبحات الإسلامية والمصاحف)، وأصبحت النساء تتفنن في وضع أجمل وأبهى التوزيعات والضيافة حتى أصبح هناك ما يشبه التنافس بينهم في جعل المناسبة أجمل وأرقى يتحدث عنها الناس بالجميل.

قد يتساءل بعضهم: هل هذا شيء خاطئ؟ أليس لكل زمان شؤون تختلف عن غيرها ونحن في زمن الصورة والعالم السريع المفتوح التي يسهل على الإنسان تناقل الأفكار الجديدة؟
نعم، ولكن لم أرد من هذا الموضوع أن أسلط الضوء على الأفكار الجديدة في ما يقدَّم من ضيافة وغيرها، وإنما عن ما يقوم به الناس في المناسبات الاجتماعية في الأفراح أو في تلبية دعوات الزيارات.

إنّ مما يؤسف له، إن بعض النساء في الزيارات الاجتماعية عليها سلوكيات خاطئة وغير لائقة، ولا تتسم بالذوق أو الآداب، وهذه السلوكيات تتبعها النساء أكثر من الرجال، فتلك شؤون نسائية ولا نكاد نراها في الرجال البته؛ لهذا فهي شؤون نسائية خالصة.

إن من هذه السلوكيات غير اللائقة التي تتبعها النساء في الزيارات هي؛ أن بعضهن قد تملأ حقائبها بهذه التوزيعات التي تقدم في الضيافة والمناسبة، فمن تتبع هذا السلوك تقول في نفسها إنها تأخذ الكثير مما يقدم لابنتها أو لأختها أو لجارتها أو لأهل بيتها، وكأن المرأة التي دعتها للزيارة مسؤولة عن تقديم الحلويات والتوزيعات للعائلة كلها وليس للزائرة وحدها!

إن من آداب الزيارة، هو أخذ القليل مما يقدم لنا، فإن كانت حلوى تأخذ كل واحدة منا قطعة واحدة وتبقي الباقي لغيرها وليس أن تملأ كف يدها بها أو تترك أطفالها التي اصطحبتهم معها يعبثون بالضيافة كيفما شاؤوا.
ومن الغريب أيضاً أن نرى بعض النساء تطلب وجبات لأهل بيتها من المضيفة، وهنا تقع صاحبة الضيافة في حرج من هكذا طلبات؛ لأن من الممكن أن تكون صاحبة الضيافة قد أعدت وجبات للزوار فقط، فصاحبة الطلب هنا بلا شك تضع نفسها في موقف غير لائق وتحمل المضيفة عبئاً.

إن من آداب الزيارة أيضا، أن يكون الضيف متحلياً بالآداب الحميدة والخلق الحسن الرفيع وعدم السماح للنفس بأن تسلك مسلك الطمع، فهو ما يعرضها للانتقاد والحرج.
نعم، كلنا يعلم إن كرم الناس في المناسبات الاجتماعية لهو من كرم العرب والأمم من قبل، فالعرب معروفون بكرمهم، ولكن بعض هذه السلوكيات الخاطئة من البعض تجعل المضيف في حرج وعبء قد تجعله لا يفتح باباً للزيارات مرة أخرى.

فأيتها النساء، فلتكنَّ في زياراتكنَّ ثقافة وأدباً وخلقاً وذوقاً، فيوم لكنَّ ويوم عليكنّ، فلا تفسدنَ فرحة إحداهن بتلك السلوكيات وإن كانت بسيطة، ولكنها مكلفة نفسياً ومادياً.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights