تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مفتاح القلوب 1/2

حمد بن صالح العلوي
al3alawi33@gmail.com
قارئي العزيز..
كل ذي فكر واع يدرك تماما أن الأخلاق النبيلة من شيم العقلاء وأن الكلمة الطيبة مفتاح القلوب ونحن نقرأ قول الله تعالى” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً
كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وفرعها في السماء”وقوله تعالى ” وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً “.
وقرأت يوما أن لقمان قال لابنه: “يا بني، إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة؛ فإنها إن لم تنبت كلها نبت بعضها”.
والكلمة الطيبة حتى مع الكافر، أتعلم أنه حين أمر الله سبحانه سيدناموسى عليه السلام وأخاه بأن يحسنا الكلام مع الظالم فرعون قال تعالى: “اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى “.
قارئي العزيز..
سأسرد لك أيها القارئ المحب العادل ما حدث لأم تحب الخير والحياة ليس لها فقط بل لمن حولها وحكايتنا هذه ليس من محض خيال بل حقيقة وواقعة حدثت في بلد هادئ يمتلك في قلب من سكن فيه وعاش على أرضه وأكل من خيراته ويتصف بخلق التسامح والحب وغيرها من الصفات لأنه في بلد حباها الله تعالى وحبا أهلها الخير والصفاء .
ذات يوم قالت محدثتي ودمع عينيها واضح بين : وصل ابني حفظه الله إلى مستشفى حكومي بين الحياة والموت وهو ذو العامين من عمره بصحبة خالته متجهين إلى قسم الطوارئ وكان مصاباً بالقيئ الشديد والجفاف منذ أيام.
وانتظرنا دورنا قرابة الساعة رغم وضع ابني السيئ الذي تقريبآ مغمى عليه من الخمول والاعياء فاضطرت خالته وهي ممرضة قانونية في المستشفى ذاته اسما ومعنى أن تدخل به لداخل القسم وتضعه على السرير واستدعت زميلتها الممرضة أن تستعجل الطبيب لمعاينة الطفل ،علما بأننا فتحنا الزيارة ‘ وفجأه دخل علينا المشرف المسؤول بالطوارئ قرابة الساعه11 ونصف مساءً وهو يتحدث بصوت مرتفع دون مراعاة لا للمرضى ولا للموظفين ولا للموجودين ولا للطفل المريض ‘ مطالبآ أخذ الطفل من السرير والانتظار خارجآ.
وتابعت محدثتي: طلبت وبكل هدوء أن يراعي الطفل نظرآ لحالته الحرجة إلا أن المشرف المسؤول أصر قائلآ للممرضة:cancle..not seen بمعنى إلغاء زيارة الطفل المريض وعدم السماح بفحصه!
هنا وبرغم خوفي على ابني الملقى على السرير وأنا أجهش بالبكاء و لم أصدق ما سمعت أذناي متسائلة ماذا يقصد؟ ولم تسمع إجابة وإنما التفتت إلى المشرف قائلة:
ليس من حقك أن تلغي وتمنع.
قال المسؤول لها و بكل عصبية وبصوت عال : من حقي أفعل ما أريد فأنا المسؤول هنا ولست أنت و”على كيفي..ألغي أو أسجل”.
هل فعلآ أصبح المشرف ضمن مهامه المسجلة بوزارة الصحة أن يلغي معالجة طفل مريض ورفض فحصه؟ ولنفرض مثلآ أن المستشفى أصبح مستشفاه الخاص وباسمه ولكن يظل أي مستشفى خاص أو حكومي تحت إشراف وزارة الصحة على حد علمي؟ أليس كذلك؟
كيف أننا في مستشفى حكومي ومن حق كل مواطن بل وكل مقيم أن يتعالج….ليأتي هذا المشرف المسؤول بأهم قسم بالمستشفى (الطوارئ) الذي يعنى بالحالات الطارئة والحرجة ويعنى بإنقاذ أرواح بأسرع وقت ممكن.
كيف وهذا المريض عمره سنتين فقط ويتم إلغاء الزيارة ومنع فحصه؟! أي ملاك رحمة هذا..وأي إنسانية..وأي احترام للمريض ولأمه..و.و .و.
واسترسلت محدثتي وهي تمسح دموع عينيها المتعبتين :هو أصلآ لا يعلم حالة إبني إن كانت تستدعي أن ينتظر أو لا..حيث سألنا الممرضة كم قبلنا .
فقالت 3 و كانوا ينتظرون بالقرب منا ولم نلاحظ أنهم أسوأ من طفلي الذي كان فاقدآ للوعي تقريبآ .
وقالت الممرضة سأحاول أن أقدمه ، ولكن معنا حالة حادث دراجة ، وبالفعل انتظرنا إلى أن انتهت الحالة الطارئة للحادث وابني يعاني.. وبعد ها اضطرت خالته أن تدخله فورآ عندما شعرت بحرج حالته.
فلن أسكت عن حق طفلي وأحمل المشرف المسؤول مسؤولية تبعات حالته الصحية والتي فعلآ كانت حرجه ولكم أن تتابعوا حالته من ملفه كيف كانت.. وكيف تم تنويمه باليوم التالي من شدة الجفاف .
فاليوم تصرف معي ، وبالتأكيد سيتصرف مع غيري بهذا التصرف الغير إنساني مادام طرد طفل مريض وأمر بعدم فحصه.!! من البديهي أن يقوم هو شخصيآ بإدخاله .
واختتمت الكلام وفي عينيها أكثر من كلام إلا أن الوقت لا يحتمل : أناشد وزارة الصحة أولآ وسأوصل موضوعي لحقوق الطفل التابع للسلطنة إن لم يقم المعنيين باتخاذ اللازم مع المسؤول .
قارئي العزيز .
ونكمل الحديث لاحقا ، تقبل الله تعالى منا ومنكم صالحات الأعمل وحفظنا وحفظكم من كل سوء وجعل ألسنتنا لا تنطق إلا بالخير وبالكلمة الطيبة فإنها حلوة المذاق كالطعام الطيب ،حفظكم الله تعالى وحفظ سلطان البلاد قابوس بن سعيد المفدى وشعبه الوفي فالكلمة الطيبة مفتاح من مفاتيح القلوب .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights