قرنقشوه بين الماضي والحاضر
بدرية بنت حمد السيابية
كل مجتمع من المجتمعات له مجموعة من العادات والتقاليد المكتسَبة عبر التاريخ، والتي تتناقلتها الأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل، وتنقسم هذه العادات بين ما هو إيجابيّ، وهناك ما هو سلبيّ، فالعادات هي كل ما تعوّد الإنسان على القيام به بشكل متكرر، في حين أن التقاليد هي تقليد السلوكيات والسير عليها سواء في المأكل أو الملبس وغيرها من عادات المجتمع الحياتية.
ونحن في شهر رمضان المبارك، للأسف ثمة سلوكيات وعادات تكون بين كفّتين: الإيجابي والسلبي، ومن الاحتفالات التى يحتفل بها بعض الناس وهي “قرنقشوه” يُخرجون مجموعة من الأطفال ويطرقون الأبواب يرددون عبارات ودعوات مع التهليل والتصفيق والتطبيل – لا مانع من فرحة الأطفال ولكن بطرق سليمة مبتعدين عن الشبهات، ما يؤسفني مشاهدة هذا الجيل وهم يرتدون ملابس تنكرية بأحجام وأشكال مختلفة، بحجة اختلاق جوّ ترفيهيّ، يرقصون ويرفعون الدفوف عالياً مع علوّ الأصوات المزعجة، وناهيك عن الاختلاط بين الأولاد والبنات.
وكان الأطفال في القِدم يخرجون في مجموعات، ويُحدّد رئيسٌ لكل مجموعة، وهو الذي يستلم الهدايا من الأهالي، ويقوم بقية الأطفال بترديد نشيد الاحتفالية، وعند الوصول إلى أيّ منزل يقوم الأطفال بالتحية على أهله والدعاء لهم، وبعد الانتهاء من القرنقشوه يجتمع أطفال كل مجموعة ليقتسموا ما حصلوا عليه، ويعود كل طفل إلى منزله فرحاً ويستقبله أهله في أجواء احتفالية مثالية، حيث كانت تقتصر الهدايا في القديم على التمر والحلوى العمانية وبعض المكسرات والنقود، إلا أنها تطورت حيث أصبحت الآن تتماشى مع المعيشة ورغبات الأطفال وهو ما يختلف عن السابق.
ديننا الحنيف لم يعلّمنا هذه الأفعال، والتقليد الأعمى مسيطر على عقول بعض الشباب، اضبط نفسك بالابتعاد عن عادات غير مشرّفة ولا تمثلنا نحن كمسلمين وكمجتمع له عادات وتقاليد نفتخر بها، احتفلوا ولكن وفق ضوابط ليست عشوائية، واغتنم الوقت في شهر رمضان بقراءة القرآن الكريم، اغتنمه في فعل الخير.