تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

غلاء المهور، وتكبد الديون

سليمان بن حمد العامري

من حكمة الله -سبحانه وتعالى- أن خلق من كل شيء زوجين، سواء كان هذا بين الإنسان أو سائر المخلوقات التي دبت على الأرض؛ فميَّز الله -عز وجلّ- الإنسان عن باقي الكائنات، وجعله مستخلفاً في الأرض، وذلك من أجل استمرار الحياة وبقائها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وهكذا ظل الإنسان مستمراً في إعمار الأرض بما وضع الله له من أحكام شرعية في أمور الزواج، ومن أهم الأمور التي يُعقد بها الزواج هو دفع المهر الذي أخبرنا به رسول الله ﷺ، وهو أن يدفع المتزوج المهر للفتاة، ولم يحدد رسول الله ﷺ نوع المهر، ومما دلَّ على هذا الأحاديث النبوية الشريفة التي ثبتت عن رسول الله ﷺ.

لذا فإن كل ما ورد في القرآن الكريم والسُّنّة النبوية في هذا الشأن واضح بالمعاني كلها في عدم المغالاة بالمهور وأهمية الزواج وارتباطه بضروريات الحياة وأصول الشريعة، وفي زمننا هذا مع الأسف زادت المبالغة في المهر؛ فإذا أراد الشاب الزواج اُشْتُرِط عليه بقائمة من المتطلبات والشروط، فتزتاد الأعباء عليه، وكم من شابٍّ لا يستطيع الدفع، وليس له القُدرة، فيقرر التراجع وفي نفسه بأن لا يتزوج، وأن يظلّ أعزباً حتى لا يتكبد الخسائر التي ليست لها مبرر من قبل عائلة الفتاة المخطوبة؛ لذا فإني أوجّه بعض التساؤلات:
ماذا نستفيد بأن نرى إخواننا وأخواتنا في المجتمع الإسلامي دون زواج؟
وأيضاً، ما هي أسباب العنوسة؟ وما هي المخاطر التي تلحق بالفئتين من الشباب لعدم قدرتهم على الزواج؟
واعلم بأننا كلنا لدينا الجواب إلا من أراد التهرب من الإجابة والوقوع في مغبة الأخطاء ودوائر الجشع، بتحويل الزواج إلى استثمار على حساب مستقبل الشباب والفتيات، وارتفاع نسبة العنوسة والطلاق وغيرها.

وفي هذا الصدد أصدر السلطان هيثم بن طارق حفظه الله، ورعاه وسدد في طريق الخير خطاه، بالسماح لكل من يرغب بالزواج من أجانب. والتساؤلات مطروحه لكم، لماذا في ظنكم؟

وأطوي وجهة النظر بحديث الرسول الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى “رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ قَالَ: أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً، أَيْسَرُهُنَّ مُؤْنَةً” أخرجه أحمد في مسنده. وهذا بحدّ ذاته إجابة عن التساؤلات كلها، وتوجيه إلى كل الأسر يضمن الخير، ويوظف الإحسان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights