2024
Adsense
الخواطر

وجوم

مَيّاء الصوّافية

وجومك المنكفىء على بؤرة بساط أخضر كأنه قطرة حبر أسود على بياض صفحة، تجعلني أسير في دروب فكري أحوم حول نوافذ قلبك؛ علني أعرف المنفذ إلى فكرك المُعاني المنزوي تحت ظل شوك، وضيق غصة…
أرى هذا الوجوم يتعاظم في نظرتك؛ ليصبح سورا من أشواك كبيرة؛ سورا يأخذك عن عالمك.. عن دفء أصوات كانت منذ قليل تجتر نظرتك إليها وهي تحت أعشاش الطيور، وزنابق الورد، وأوراق بدأت أغنية الحفيف على وقع الرياح، وترانيم المطر.

شيء يقلقني عليك…
أين دفقة الدماء التي كانت يتشرَبُها وجهك وهو تحت صفحة الشمس الممتدة، والتي كانت تطير بعينيك في سحابة ابتسامة، وتجعلهما قواربا من ضياء للنشوة؟.

لمَ نكّست وجهك الضحوك، وأسدلت رموشه، وأغلقتها عن بياض الفرح الذي كان يتلألأ حولك كأنه لمعان درة أتتْ من عمق الظلمة، تريد أن ترى وهج الشمس حين تكون عينا للسماء؟

هل ذكرى هزيم مرعب أرعبت ليليك الساجي، ونجومك النائمة على بساط سمائك الزرقاء؛ فخلع ثوب الهدوء المتراص حول مرابع منازلك؛ فنكّست لذلك راياتك البيضاء، وهرولت مدبرا تستجير بوحدتك؟
أم معكِّر رمى بسواده على صفحة ماء قلبك الرقراق؛ فتحول قلبك من فراته الخصب، وأمطار عشتاره، وجداول موسيقاه إلى عواصف الرمل الحارقة – السموم – فتقرح قلبك الطري الغض منها؟
على حدود وجومك ثمة سدود ضبابية تحيل بين موجنا الضاحكك المشتاق لتباشيرك، وبين ضفافك.

هاك يدي…
رافعة وجهك الواجم؛ لتخبرك أن سواد فكرك سيجري عليه الماء الزلال حتما، وسيتلاشى، ولن ينصب قوائمه…
سيخبرك يومك هذا بأن القادم الجميل ما زال يمشي إليك، وهو يوزّع الرضا والابتسام على قلبك، وعلى القلوب الساكنة في طرقات التعب، موزعا بذور الأمل على الضفاف المكلومة.

امنح يومك مجالا؛ ليخبرك بأنه قمر ابتسامتك، و من حقه أن ينعكس على صفحة وجهك حين تمده شمس الأهازيج بالنور.
قم منتشيا، وانتصر على وجومك، واكسر أشواكه بجلجلات قهقهاتك، واجعله يولي مرتاعا من مدد أملك، وثبات صمودك.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights