رعاية الموهوبين؛ ترف اقتصادي، أو استثمار مجتمعي؟
إنعام بنت محمد المقيمية
ينتمي الأطفال الموهوبون إلى مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ولذلك هم بحاجة إلى رعاية خاصة، ومن حقهم أن يحصلوا على فرص متكافئة كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات التربوية، مثل صفوف صعوبات التعلم.
ومن الطريف أن نشير في هذا الصدد أن اختبارات بينية للذكاء الذي وضع للكشف عن الأطفال ذوي القدرات العقلية المتدنية، هو الاختبار نفسه الذي طوره لويس تيرمان ليكشف عن الأطفال الموهوبين.
أما الزعم أن الطفل الموهوب قادر على شق طريقة بنفسه، ويستطيع النجاح بالاعتماد على نفسه؛ فقد أثبتت الدراسات عدم صحته بعد ما تبين وجود نسبة من الموهوبين اللذين يعانون من الاضطرابات النفسية التي قد تعيق توافقهم الاجتماعي وعدم إكمال دراستهم.
إنَّ رعاية الموهوبين ثروة وطنية تتطلب من المجتمع استثمارها، ورعايتها والحفاظ على استدامتها من خلال إعداد البرامج مناسبة لهذه الفئة للوصول إلى أقصى طاقاتها؛ لتعود بمكاسب على المجتمع في ميادين الحياة المختلفة.
عندما تتعمق القناعات لدى القادة التربويون بأن رعاية الموهوبين ليس ترفاً، وإنما استثمار مجتمعي وبحاجة لإعداد برامج خاصة؛ سيصبح الانتقال من مرحلة الحماس للفكرة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.