أجراس الإنذار
محفوظ بن خميس السعدي
جهاز الإنذار هو جهاز إلكتروني يساعد على حماية السيارات، والمكاتب، والمنازل، وغير ذلك من المباني الأخرى ضد السرقة، تتعدد استخدامات جهاز الإنذار، حيث يمكن استخدامه للتنبيه من الحرائق، والكوارث وغيرها، ويُستخدم هذا الجهاز أيضاً لتنبيه الشخص، يتم هذا التنبيه باستخدام جرس أو صفارة أو أضواء أو أصوات مسجلة على شريط. وتتكون معظم هذه الأجهزة من ثلاثة أجزاء هي جهاز إحساس، ووحدة تحكم، ووسيلة إنذار، هذا الاقتباس من موسوعة ويكبيديا على شبكة الإنترنت الدولية حول معنى جرس الانذر .
ولكن جرس الإنذار ككلمة تُستخدم من قبل معظم الكُتّاب في أي مواضيع تحتاج إلى التنبيه والإيعاز إلى الشخص لأخذ الحيطة والحذر، ولكن جرس إنذارنا هنا ليس مثل معظم أجراس الإنذار المتعددة في النوع والشكل والمضمون، فالإنسان قد يتعرض إلى إشارات في جسمه تدلّ على أن مرضاً ما قد يسطو على صحته، فعليه الحيطة والحذر على سبيل المثال لا الحصر، فالصحة مطلبٌ ومغنم، أيّ فرد يحبّ العيش بدون منغصّات، وجرس الإنذار قد يدقّ أيضاً لطالب علم عندما تعطي نتائجه مؤشرات على أن مستواه في تدنٍ، مما يساهم ذلك في تحوّط الطالب من السير في نفس النهج والمنهج في المذاكرة، وبالتالي لا بدّ من تغيير مساره الي الأفضل، وأحياناً يدقّ جرس الإنذار عندما تجد أن فاتورتك للهاتف قد بلغت من التحصيل المالي الشيء الكثير لتفادي عملية قطع الخدمة أو مجموعة الخدمات المقدَّمة من تلك الشركة تجاه هاتفك، فتأتي أحياناً رسائل نصية تعطيك مؤشرات بأن وقتك قد أزف، فعليك دفع الفاتورة لتفادي عملية القطع النهائي لهاتفك.
ولكن هناك جرس إنذار من نوع آخر يتراءى أمام المرء دائماً وأبداً وهو جرس مضيّ العمر حقباً أو قدماً، حيث يُفني الإنسان عمره في خدمة هدف معين قد يتحقق وقد لا يتحقق، ولأجل هذا الهدف يظل يدور في دوّامة وحلقات مُفرغة، ويظلّ مُصرّاً على تحقيق هذا الهدف، ولكن فجأةً يرى أن العمر قد مضى قدماً دونما أن يشعر بذلك، والهدف لم يتحقق أبداً. والإنسان مُطالَب بوضع هدف له فعلاً، ولكن عليه ألّا يكون هذا الهدف هو محور أيامه وشهوره وسنواته، فإلى جانب وضع الهدف يجب الاستمتاع بالرحلة الحياتية بكاملها، بمعنى إذا كان العمل في وظيفة ما وينغمس فيها وتعيق نظره إلى جوانب أخرى من الحياة، فعليه النظر إلى زوايا أخرى ويستمتع بالرحلة بكاملها وبطولها وبمشاكلها وبصعوباتها، فالفرد منّا يكاد ينصهر ويحترق في الركض تجاه هذا الهدف وتحقيقه، وبالتالي يرنّ جرس الإنذار بأنك قد انصهرت ولم تدرك لذة الرحلة والاستمتاع بها، فعلينا الركض صوب بيوتنا والنظر في زواياه قبل أن يرحل شخصٌ ما منه، ونحن منغمسون فيها وبدون جرس إنذار يرنّ ويُعلمكم أن الوقت قد فات ومضى، فأجراس العودة قد لا تُقرع أبداً للعودة لأنه لا عودة للزمن إلى الوراء أبداً.