2024
Adsense
مقالات صحفية

عبدالله الشعيلي ،،، العظماء لا يموتون

حمود بن علي الطوقي

الجمعة الحزين عاشه الوسط الإعلاميّ العمانيّ بانتشار خبر وفاة الزميل والإعلامي الاستاذ عبدالله بن سعيد الشعيلي رحمه الله، الذي انتقل إلى جوار ربه نتيجة حادث أليم وقع له وهو في طريقة لتأدية صلاة الجمعة.

كانت هذه آخر صلاة جمعة له في هذه الدنيا الفانية، بعد مسيرة حافلة عاشها في أروقة وزارة الإعلام، متقلداً مناصب عديدة، ومساهماً في رفد هذا القطاع من خلال برامجه المتميزة وتغطياته لأبرز الأحداث المحلية والخليجية والدولية، ومشاركته في إثراء النقاشات والحوارات الإعلامية على مدار العقود الثلاثة الماضية.

كان الخبر الذي وصلَنا وتناولتْه وسائل الإعلام والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي صادماً، خاصةً بين رفاقه وأصدقائه وأسرته الكريمة.

نعم، رحل عنا الصديق عبدالله الشعيلي تاركاً سُمعةً طيّبةً وإرثاً إعلامياً حافلاً بالتميّز والعطاء، وعلاقات واسعة على المستوى الإعلامي المحلّي والخليجيّ والعربيّ.

فقد نعاه الأصدقاء والزملاء وكل من يعرفه ومن لم يعرفه، مستذكرين برامجه وطلّته البهيّة، مُشيدين بمناقبه وأخلاقه الفاضلة التي كانت رصيداً حقيقياً في حياته المهنية ومحبة الناس له.

شخصياً، تربطني بالراحل الصديق الوفيّ عبد الله الشعيلي علاقات مهنية قوية وصداقة امتدّت لأكثر من عشرين سنة، فقد زاملْته وتعلمتُ منه الكثير عندما عَمِلنا معاً لأكثر من عشر سنوات في إعداد البرنامج الاقتصاديّ الأكثر شهرةً والأكبر عمراً في برامج التلفزيون العمانيّ، البرنامح الاكثر متابعةً في الأوساط الاقتصادية، ألَا وهو برنامج

“رؤية اقتصادية”، ومن خلال هذا البرنامج المتميز ربطتني به علاقة صداقة حقيقية. فقد كنتُ مُعدّاً لهذا البرنامج، وكان يقدمه باقتدار وبمهنية عالية، حيث تم على مدار السنوات الماضية مناقشة العديد من القضايا الاقتصادية المهمة، وذلك باستضافة الشخصيات الرسمية والاقتصادية المحلية والخليجية، حيث نالَ هذا البرنامج الأطول عمراً جوائز إعلامية وإشادة كبيرة من قِبل المسؤولين وصُنّاع القرار. تبنّى برنامج “رؤية اقتصادية” قضايا مهمة على الساحة الاقتصادية المحلية، وكان مؤثّراً في طرحه ومتابَعاً من قِبل المسؤولين بمختلف مناصبهم.

وتميّز الراحل عبد الله الشعيلي بأسلوبه وطريقة إدارته للحوار مع ضيوفه متسلّحاً بمفرداتٍ لغوية عميقة في المعنى والمضمون،
ساعدَته في أن يكون قريباً من المُشاهد والمتلقّي.

وعلى مدار هذه السنوات، رافقتُه في إعداد مَحاور هذا البرنامج، وكان مُشاركاً معي في طرح الأفكار من خلال متابعته للقرارات والمراسيم المنظمة للمنظومة الاقتصادية.

كُنّا نلتقي في العديد من المَحافل أثناء مشاركتنا في تغطية القمم الخليجية والعربية، فقد كان حضوره مميّزاً، وطلّته بهيّة، وحديثه العذب بين زملائه أكسبه مكانة مرموقة.

كان مُشجّعاً للكوادر الإعلامية، وداعماً للجيل الإعلامي الجديد، وكان مُحبّاً وقريباً من كافة زملائه أينما حلّ وارتحل.

كُنّا معاً، وبصحبة عدد من الزملاء في مقابلة السلطان الراحل الطيّب الذِّكر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – طيّب الله ثراه – هذه اللقاءات وغيرها قرّبت بيننا المسافات، فكانت لقاءاتنا متواصلة، وعندما صدر قرار بنقله ليكون مديراً عامّاً للإعلام بمحافظة ظفار، تركَ بصمةً كبيرةً حتى أصبحت التغطيات الإعلامية في محافظة ظفار يُشار اليها بالبَنان، فقد عملَ بكل إخلاص في رفد المَناشط الإعلامية بمحافظة ظفار، وتصدرت البرامج الإعلامية مكانتها أثناء تواجده في تلك المحافظة.

نعم هذا هو عبـــــد الله الشعيلي، الإعلاميّ الوَقور والمخلص في أداء مهامه باقتدار، وبرحيله تفقد الأوساط الإعلامية أحد أبرز الكوادر الوطنية المحلية، سائلين الله العليّ القدير أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.
فإلى جنات الخلد يا أبا الرشيد.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights