لحظة الصباح وجمالها ..
حمد بن سعيد المجرفي
أجمل اللحظات يحملها المرء معه وهو مستمتع بالطبيعة، وما أوجده الله من جمالٍ ربّانيّ، بأن يحمل مذكراته معه فى كل صباح، ويذهب إلى الشاطئ ليسجل بدايةً ليومياته وهو مستمتع بالنسائم العليلة عند إقبال الصباح، تتزين بها الأمكنة. أشعة الشمس منذ بزوغها كقلائد تمتد على الشواطئ، أصوات تلاطم الأمواج، طيور تزقزق وتغرد وكأنها بلا أجنحة، السُّحُب ترسم لوحة فنية، وعينك تناظر امتداد البحر، الهدوء يعم المكان، تتحدد الأفكار، تهيم في التأمل، تَرِدكَ كل الخيالات، تناظر اللحظة وتتفكر، تبحر فى الكتابة، تتناول بجالة من الشاي نسيت أن تضع عليها قطعة سكر، تتلذذ بشربها، تهيم وتسجل كلمات خرجت من جوف القلب، تاخذ نفساً عميقاُ، ترجع لتنظر إلى بجالة الشاي، تجدها فارغة، وتساءل: هل انسكبت؟ ومن أفرغها؟ تتناسى رشفاتك للشاي وأنت تدوّن أجمل اللحظات، وتفرغ أفكارك.
أتناول كتاباً عنوانه “تحليق على أجنحة الوعي” أصدرتُه عام 2023 م يحمل في طيات صفحاته طاقة إيجابية خفية، لتقضي على أفكار مسمومة، وحين أعود أبحث عن الشيء المفقود، أسترجع شريط الذكريات، أشعر بأنه ما زال لديّ الكثير من الأفكار لأفرغها على الأوراق، وأشعل قنديلاً أضيء به العتمة بإصدار آخر عنوانه “رفرفة نحو السمو” وفي صفحاته فكرٌ إيجابيّ ومتنفَّس بأيقونة حياة تستجمع فيها كل أفكارك، فلا تبحث عن نفسك بين الأرصفة الخالية من صنع اللحظة. سوْال:
لماذا لم ننتبه أننا ارتشفنا بجالة الشاي بدون سكر؟
الجواب:
لأننا لو ركزنا على جميع الأشياء لانتقدنا كل ما حولنا .
والسؤال الآخر:
لماذا لم نشعر بأننا تناولنا الشاي وظنناها بأنها انسكبت؟
الجواب:
لأننا نستطيع أن نتغاضى عن الكثير من المشاكل، ولكننا نرغب في صنعها بأنفسنا.
إليك عزيزي القارئ، لا تقل بأنك لم تستطع أو لم تكن قادراً على أن تصنع نفسك وأن تصنع مذكراتك، فانت قادر على الصنع، ولكنك تظن بأن الصنع سيأتي على طبق من ذهب، لذا، فالفرصة لم تأتِ ما لم تسعى لها.
ابتسم للصباح وقل الحمد الله دائماً وأبداً.