نداء لمولاي صاحب الجلالة، لترقية المقاعدين
خليفة بن سليمان المياحي
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – يحفظكم الله – منذ أن توليتم مقاليد الحكم في البلاد خلفاً للسطان الراحل/ قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه -، وجلالتكم بارك الله في عمره لم ولن تدخر جهداً في سبيل إيجاد الوسائل الكفيلة براحة أبناء شعبك، وكان عهدكم المتجدد عهد خير وبركة للجميع، فإلى جانب ما تقوم به الحكومة الرشيدة وفق توجيهاتكم السديدة من إيجاد الحلول لخروج الدولة من الأزمة الاقتصادية التي مرت وهي تسعي لحلحلة الديون عنها؛ فإن جلالتكم السامي في نفس الوقت لم يغفل- وحاشكم أن تغفلوا- أي أمر يتعلق بالوطن واستقراره وأمانه، وكلما يزيد المواطنين من الدخل لتحسين وضعه إلى الأفضل، وما قانون الحماية الاجتماعية الذي يبدأ تفعيله بنهاية هذا الشهر عنا ببعيد؛ حيث شملت منافعه كل أبناء الوطن من الطفل الرضيع وحتى الشيخ الكبير، كما شملت معظم فئات المجتمع، وقد كان لذلك صدى واسع وأثر طيب في نفوس المنتفعين، ولا شك أننا نرفع أكفّ الضراعة للمولى جلت قدرته بأن يمدك بعونه، ويمنحك توفيقه، ويحفظك بعين رعايته لتظل يا مولاي سنداً وذخرا لعُمان وشعبها.
مولاي صاحب الجلالة؛ إن أبناءك الذين تمت إحالتهم للتقاعد عام ٢٠٢٠م بتوجيه من جلالتكم السامي يحدوهم الأمل الكبير والرجاء العميق أن تتكرم عليهم يا مولاي بمنحهم ما كانوا يستحقونه من الترقيات قبل تقاعدهم، فقد مضى على كثير منهم نحو عشر سنوات وربما أكثر ولم يتم ترقيتهم خلال فترة شغلهم لوظائفهم، مع أن استحقاقهم في الترقية كان على الأقل لكل أربع سنوات بدرجة مالية واحدة، وكانوا في نهاية كل عام طوال عملهم يجددون الأمل أن تتم ترقيتهم إلى أن صدرت التوجيهات مفاجئة لهم بإحالتهم للتقاعد دون حصولهم على حقهم الذي ينتظرونه، وإني على يقين أن جلالتكم يحفظه الله يحرص على أن يبعث الطمأنينة، ويبث السعادة والفرحة في نفوس أبناء وأسر فئة المتقاعدين، فإن لم يمنحون كامل استحقاقهم من الدرجات فعلى الأقل منح كل موظف درجة مالية واحدة، ففي ذلك تخفيف عن معاناتهم وتعزيزا لوضعهم الاقتصادي، وسيجدون أنفسهم في وضع تكريم من قبل الحكومة الرشيدة أسوة بالموظفين الذين لا زالوا على رأس عملهم وتمت ترقياتهم.
وقد سبق لي أن كتبت مقالاً يتعلق بهذا الموضوع في صحيفة النبأ الإلكترونية، بتاريخ ٢٧ / ١/ ٢٠٢٢م بعنوان “ترقية المقاعدين مع الموظفين تطيب للخواطر وجبرا للكسر “، وعلى ضوء الحديث عن أهمية وضرورة منح المقاعدين درجة مالية واحدة من ترقياتهم؛ فإنه من المناسب في هذا الطرح أن أقتبس جزءًا من مقال الأخ العزيز الكاتب السيد/ تركي بن سيف بن يعرب البوسعيدي الذي كتبه بتاريخ ١ / ١ / ٢٠٢٤م عقب الإعلان عن ترقية الموظفين لعامي ٢٠١٣ و ٢٠١٤م، والذي تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جاء من ضمن مقاله ما يلي:
“مولانا السلطان هيثم
إن التقاعدات الإجبارية التي حصلت في الأعوام ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ للكثير من موظفي الدولة الذين أكملوا ثلاثون عاما بالخدمة، وكذلك التقاعد الاختياري الذي تم لبعض موظفي الدولة بسبب الدعايات والأخبار السيئة التي انتشرت عن نظام التقاعد الجديد الذي بثته بعض الجهات الحكومية وبعض الأفراد الحكوميين من أجل تسريح أكبر عدد ممكن من موظفي الحكومة، كان له الوقع السيئ في نفوسهم وفي نفوس أسرهم وعائلاتهم. بحيث تأثرت الكثير من هذه العائلات بسبب إنخفاض دخلها بسبب تقاعد معيلها وما زاد الطين بلة خروجهم وهم مستحقين لترقياتهم من أعوام ٢٠١١م، أي أن أقل موظف تمت إقالته وتقاعده كان مستحقا لترقيتين أو ثلاث قبل خروجه من العمل، وهو يا مولانا حق مكتسب كفله له القانون الذي يتساوى فيه كل من يعيش على هذا الوطن العزيز. وللعلم يا جلالة السلطان أن الكثير منهم خرج من العمل وعليه ديون وإلتزامات كبيرة للبنوك والذي تأثر الكثير منهم تأثرا كبيرا لدرجة أن الكثير من الموظفين خرجوا من أبواب وزاراتهم والدمعة تغطي وجوههم غير مصدقين المآل الذي غدو عليه بسبب تقاعدهم بهذا الشكل المباغت والمفاجئ، مما سبب لهم الكثير من المعاناة بسبب مطالبات وتسويات بنكية لم يعملوا لها حساب. لذلك نرجو من جلالتكم التكرم بالنظر بعين الرأفة والرحمة لمواطنيكم الذين تقاعدوا بدون ترقياتهم المستحقة من أجل ترقيتهم إلى درجاتهم المستحقة أسوة بإخوانهم الموظفين الذين نالوا ترقيتهم بكل عدالة في الأعوام من ٢٠١١ إلى ٢٠١٤م. كذلك نرجو التكرم بالنظر في إمكانية إستمرار صرف علاوتهم السنوية، ليزيد من مرتباتهم بشكل تدريجي ليتناسب مع غلاء المعيشة الحاصل بالسلطنة. فهؤلاء مواطنون خدموا بلدهم وسلطانهم بكل تفانٍ ولا ينبغي إهمالهم أو غض النظر في مراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة، وحاشاكم يا جلالة السلطان عن إهمالهم لعلمنا بمشاغلكم الكثيرة التي تؤدوها لخدمة هذا الوطن العزيز “. [انتهى حديث الكاتب الاخ السيد / تركي البوسعيدي].
وهنا استرسل في مقالي مجدداً؛
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظكم الله ورعاكم – إن لسان حال كل متقاعد هو الأمل والرجاء في جلالتكم السامي لتتفضلوا جلالتكم عليه باسداء توجيهاتكم الكريمة، وتحقيق أمنياتهم الجميلة، وتحويل أحلامهم إلى واقع حي يعيشوه في ظل عهدكم الزاهر الميمون؛ فجلالتكم الأب الحاني لكل أبناء الشعب، وجلالتكم حفظكم الله فضله واسع لعموم أبناءه من أقصى وطننا الغالي
– سلطنة عُمان- إلى أقصاه، وتفضل جلالتكم ومنحكم السامي لهذه الفئة من المقاعدين الذين أحيلوا للتقاعد دون رغبة منهم إنما هو تكريم وفضل من جلالتكم الذي جعل من راحة أبناء شعبه جميعا بلا استثناء نصب عينه وهمه الأكبر .
حفظك الله يا مولاي وسدد على طريق الخير خطاك، وأمدك بتمام الصحة وكمال العافية، وبارك الله في عمر جلالتكم وأسرتكم الكريمة من كل مكروه، وعاشت عُمان آمنة مستقرة، وعاش أبناء عُمان في رغد من العيش وراحة وسعادة في كنف رعايتكم وفي ظل عهدكم المتجدد.
اللهم آمين يارب العالمين.