متى يا ترى.. ينبلجُ الفجرْ؟!
خلفان بن ناصر الرواحي
عُدْ بنا يا قطار الزمن..
للورى على مهلٍ..
وأشعل الأنوار وهجاً
فالظلامُ دامسْ!
والمكان رهيبٌ هنا..
والسكونُ يبدو ثقيلا
وَعُدْ بنا.. للورى
فالمدَى شاسعٌ..
والطريقُ علينا يبدو طويلا
والليالي تشكو حظنا..
والدهور أصبحت..
سنواتها قِصارا
عدْ بنا..
فالنسائمُ تبدو..
محجوبة عنّا..
وغُلِّقتْ أبواب السلامْ
والرياح تغدو وتروحُ..
مع الأطيار ممنوعةْ
ولا يحلو الكلامْ
فكأنها معاً تنوحُ..
وتختفي وراءَ أسوارِ..
الغمامْ
وأنغامُ العصافير..
قد طُمِستْ
وانتشر الظلامْ!
لقد سئمنا..
من أكاذيبِ الوعودْ
والذئابُ عُواؤها يُسمع..
في كلّ قطرٍ..
من وراءِ الستارْ!
فهي لا تأبهُ لصراخ طفلٍ..
ولا تَعرِفُ معنى الأسى..
ولا تحزن على الطغيان..
في حقِّ البشرْ….
عُدْ بنا يا قطارُ الزمنْ
حيثُ كنّا في رصانةْ
حيث كان صوت أمةْ
حيث كانت رعود قوةْ
وحيث كان.. صوت وا إسلاماه..
يهزُّ.. كلّ جبانْ
وأبطال أمةِ الإسلام..
جيشٌ عرمرمْ..
لا تخاذلْ.. لا يُهانْ
تركتْ قَدَماهُ.. في كلِّ شبرٍ..
قوةً.. ومهابةْ
فأين نحن منهم..
حتى نفتخرْ؟!
…….
اليوم أصبحنا في كلِّ قطرٍ..
نعيشُ بالأسى والحنينْ
مستبسلين بشَبحِ ..
العروبةِ المزيفةْ
والتناحر والتخاصمْ
والتشرذم هي ديدننا..
ونامتْ الأمّة على..
الوعودِ الخاسرةْ!
والدموعُ باتت..
من مآقينا تنهمرْ!
………
عُدْ بنا يا قطار الزمنْ
فقد سئمنا الحياةْ
في زمنٍ عاد مظلما
وهناك من جلدتنا..
من يخفي خيانةْ!
وفي فلسطين هناك.. شعبٌ يجاهدْ
ويعاني.. من جورِ الطغاةْ
ونظلُّ نحن نعيشُ..
في الزمنِ الحزينْ!
فقل لي يا قطار الزمن:
هل تطولُ أيام الغيابْ؟..
وهل نسمعُ يوماً..
من يكتمْ عُوَاء الذئابْ؟
صوتنا مبحوح ونشتكي غصاتِ القلوبْ
وهنالكَ همسٌ عميقْ
يختفي خلف الضبابْ
وكلُّ شبرٍ من فلسطينٍ..
هناك أيادٍ تلوِّحُ..
تستغيثُ وتستجيرْ
وتنادي بأعلى صوتها..
في لهفةٍ واكتئابْ وتقول:
“قد سئمنا من غدر اليهودْ
وقد عاثوا..
في الأرضِ الفسادْ
فأين منقذنا..
من هذا الفسادْ
لنرفع حينها..
رايات النصرْ؟!”
……..
فيا قطار الزمن..
قد طال البعادْ
فهناكَ بيوتٌ أوصدتْ
ولم يبقَ منها إلّا الحطامْ
فعدْ بنا.. فالليالي أضحت كئيبةْ
والسنين صارت.. قصارْ وهنالكَ أحبابُنا..
ما زالت تعيشُ..
في أساها والحصارْ!
فمتى يا تُرى..
ينقشعُ الظلامْ
وننسى مواجعنا..
وينسينا الضجرْ
ومتى يا تُرى..
ينبلجُ الفجرْ؟!