تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الثورة العربيةِ الكبرى والاستعمارِ البريطانيِ لفلسطين وثورتها الكبرى عام ( ( 1936 م – 1939 م ) )

أحمدْ بنْ علي المقبالي

الجزءَ الأولِ : – أحداثُ إعلانِ الثورةِ العربيةِ منْ الحجازِ

– كانَ الشريفْ حسينْ شديدٍ الطموحِ بالاستقلالِ عنْ العثمانيينَ ويعتقدُ أنهُ سوفَ يحظى بالدعمِ منْ الشعبِ العربيِ كونهُ منْ الأشرافِ الذينَ يرجعُ نسبهمْ إلى الرسولِ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – وكذلكَ كونهُ يحكمُ المدينةَ المنورةَ ولكنهُ بحاجةِ إلى منْ يسندهُ في هذا الطموحِ .

– طبعا لا يوجدُ منْ بيدهِ خيوطَ اللعبةِ في المنطقةِ غيرِ الإنجليزِ في ذلكَ الوقتِ فكانَ أولَ اتصالِ بينَ الشريفِ والبريطانيينَ عنْ طريقِ ابنهِ ( الأميرْ عبدُ اللهْ بنْ الحسينْ ) عندما قابل في مصرَ ( اللوردُ كيتشنرْ ) المعتمدَ البريطانيِ ( والسيرُ رونالدْ ستورزْ ) سكرتيرَ الشؤونِ الشرقيةِ، وذلكَ في فبرايرَ عامَ 1914 م

– حاولَ عبدُ اللهْ أنْ يعرفَ موقفُ الإنجليزِ إذا عزلَ العثمانيينَ والدهُ، وقامتْ ثورةٌ في الحجازِ فكانَ ردُ الإنجليزيِ غامضاً ودبلوماسيا.

– عندما اندلعتْ الحربُ العالميةُ الأولى أرسلَ ستورزْ بناءً على تعليماتِ اللوردِ كتشنرْ رسولاً سريا إلى الأميرْ عبد اللهْ يسألُ عنْ موقفِ والدهِ في حالِ دخولِ العثمانيونَ الحربَ بجانبِ ألمانيا ضدَ بريطانيا

– وبعد عدةِ مراسلاتٍ سريةٍ بينَ المسؤولينَ الإنجليزِ والشريفْ الحسينْ، قررَ أنْ يكونَ على الحيادِ.

– دخلتْ الدولةُ العثمانيةُ الحربُ ضدَ بريطانيا في 29 أكتوبر عامَ 1914 م، وكانَ على العربِ اتخاذَ أحدِ الأمرينِ أما الثورةُ على الأتراكِ أوْ الوقوفِ بجانبها

– عامُ 1914 م أرسلَ الشريفْ ابنهُ فيصلُ ليتصلَ بزعماء الحركةِ القوميةِ العربيةِ ليعرضَ عليهمْ الموقفُ واتصالاتُ والدهِ بالإنجليزِ .

– استقرتْ الأمورُ بينَ فيصلْ بنْ الحسينْ وزعماءُ الحركةِ على مبايعةِ الشريفْ الحسينْ وأعطوهُ يمينُ الولاءِ أنْ يكونَ ممثلُ الشعبِ العربيِ.

– في شهرِ يونيو عامَ 1915م جرتْ مفاوضاتٍ بينَ الحسينْ والإنكليزُ بمراسلاتٍ متبادلةٍ بينهُ وبينَ (مكماهونْ) المندوبِ السامي البريطانيِ في القاهرةِ .

مراسلاتُ الحسينْ – مكماهونْ

– كانتْ هذهِ الرسائلِ تتمُ بينَ الشريفْ الحسينْ بنْ علي والسيرِ هنري مكماهونْ باللغةِ العربيةِ، وعددها عشرَ رسائل تمَ إرسالها بالمناصفةِ.

– كانتْ رسائلُ الحسينْ تتمَ بطريقةِ العربيةِ المملوءةِ بالعباراتِ الرنانةِ الجوفاءِ والأمثلةِ والحكمِ، ويبدو أنَ مكماهونْ استغلَ ذلكَ فكانَ يردُ على رسائلَ الحسينْ بعباراتٍ مطاطيةٍ يخيلُ لقارئها أنها تتعهدُ بكلِ شيءٍ، بينما في الواقعِ لا تتعهدُ بشيء.

إعلانُ الثورةِ العربيةِ الكبرى

– في الساعةِ الثالثةِ والنصفِ منْ صباحِ يومِ السبتِ الموافقِ 10 يونيو عامَ 1916 م، ومنْ شرفةِ منزلهِ أطلقَ الشريفْ الحسينْ بنْ علي الرصاصةَ الأولى لبدءِ الثورةِ العربيةِ ضدَ الأتراكِ.

– لقدْ تنبهَ بصري باشا محافظِ المدينةِ المنورةَ لنوايا الحسينْ وكانَ يدعو إلى القضاءِ عليهِ قبلَ أنْ يستفحلَ أمرهُ، ولكنْ لمْ تتمْ الاستجابةُ لطلبهِ، وهوَ صاحبُ المقولةِ المشهورةِ : –
(( لقدْ انتصرَ الذكاءُ العربيُ على الذكاءِ التركيِ في هذهِ المعركةِ وفازَ عليهِ))

– اتبعَ الحسينْ خطةَ محكمةٍ لفرضِ سيطرتهِ على الحجازِ، وكانتْ كالتالي: –

1 – هاجمَ الأميرانِ علي وفيصلْ المدينةِ المنورةَ
2 – هاجمَ الأميرْ عبدُ اللهْ الطائفِ
3 – هاجمَ الشريفْ عبدُ المحسنْ البركاتي ثكنة العثمانيينَ في مكةَ.
4 – هاجمَ الشريفْ محسنْ أحمدْ منصورْ شيخِ قبائلِ حربِ مدينةِ جدةَ.

– في شهرِ أكتوبرَ عامَ 1916 م التحقَ ( لورنسْ) وهوَ أحدُ ضباطِ المخابراتِ البريطانيةِ بالثورةِ العربيةِ وأصبحَ مستشارا للأميرِ فيصل، الذي تولى قيادةَ أحدِ الجيوشِ العربيةِ الثلاثةِ ومعهُ أخويهِ عبد الله وعلي.

– في 11 يونيو عامَ 1916م هاجمَ الشريفْ محسنْ مدينةِ جدةَ على رأسِ 3500 مقاتل، وقامتْ القواتُ البريطانيةُ بقصفِ مواقعِ الجيشِ العثمانيِ بعنفِ؛ فاستسلمَ 1346 جنديٍ و47 ضابطِ وغنمِ العربِ جميعَ السلاحِ الذي بحوزتهمْ.

– في 27 يونيو عامَ 1916م أرسلَ الإنجليزُ ( الكولونيل ولسنْ حاكمِ بورسودانَ ) إلى جدةَ يحملُ كتابا إلى الشريفْ يهنئهُ بالثورةِ والاستقلالِ ومعهُ قوةٌ منْ قبيلِ المساعدةِ مكونةً منْ بطاريةِ ميدانِ وبطاريةِ مكسيمْ وثلاثةِ آلافِ بندقيةٍ و 320 جنديا معهمْ 240 دابةٍ بقيادةِ اللواءِ سيدْ بيكْ علي.

– هاجمَ العربُ مواقعَ رأسِ العبدِ الأسودِ والحميدية وجرول وجياد، واستولوا عليها وأسروا وغنموا ما في هذهِ المواقعِ.

– في 27 يوليو عامَ 1916م استولى العربُ على رابغْ وينبع، وفي 15 أغسطسَ سيطروا على ثغرِ الليثْ وثغرِ أملجْ بينَ الحجازِ واليمنِ .

– في 11 يونيو ابتدأَ الهجومُ على الطائفِ وأحاطتْ القواتُ العربيةُ بالمدينةِ التي تمَ قصفها لمدةِ عشرةِ أيامٍ، إلى أنَ استسلمَ الوالي وأركانُ حربهِ وجنودهِ البالغَ عددهمْ 83 ضابطا و1982 جنديٍ دونَ قيدٍ أوْ شرطٍ، وذلكَ في 22 سبتمبر.

المدينةُ المنورةُ

– استمرَ العثمانيونَ بدفاعِ عنْ المدينةِ مدةً منْ الوقتِ بقيادةِ القائدِ الشرسِ والعنيدِ فخريٍ باشا، الذي استطاعَ التضييقُ على القواتِ العربيةِ وإصلاحِ سكةِ القطارِ المخربةَ.

– هاجمَ العثمانيونَ جيش فيصلْ في الأولِ منْ أكتوبرَ ودفعوهُ إلى ينبعُ، وواصلَ فخريٌ باشا تقدمهِ إلى بيرْ عباسْ في 14 أكتوبرَ .

– في 1 أكتوبرَ عامَ 1916 م هزمتْ القواتُ العربيةُ في الجنوبِ الغربيِ منْ المدينةِ المنورةَ وأصبحتْ قواتهمْ في خطرٍ كبيرٍ.

– في شهرِ نوفمبرَ عامَ 1916م وصلتْ الطائراتُ البريطانيةُ التي قامَ بحراستها رجالُ المدفعيةِ المصريةِ البالغِ عددهمْ 600 جندي.

– أرادَ الشريفْ الحسينْ بنْ علي تكوينِ جيشٍ نظاميّ؛ لذلكَ طلبَ منْ الإنجليزِ إرسالَ الضباطِ العربِ الأسرى لديهمْ؛ فأرسلوا لهُ الكثيرَ منهمْ على سبيلِ المثالِ : –
1 – عزيزْ علي المصري
2 – نوري السعيدْ
3 – جعفرْ العسكري
4 – مولودْ مخلصْ
5 – محمدْ حلمي
6 – راسمْ سردستْ
7 – رؤوفْ عبدَ الهادي
8 – إبراهيمْ الراوي
9 – جميل الراوي
10 – رشيدْ الهاشمي

– في 24 يناير عامَ 1917 م أطلقتْ البوارجُ الإنجليزيةُ قنابلها على الوجهِ، وأنزلتْ 250 بحارا إنجليزيا و500 جنديٍ عربيٍ ودارتْ معركةُ خنادقَ معَ العثمانيينَ انتهتْ بهزيمتهمْ تاركينَ خلفهمْ 70 قتيلاً وجريحا و100 أسيرٍ ومدفعينِ و 400 بندقيةٍ.

– في 11 فبرايرَ عامَ 1917م استولتْ القواتُ العربيةُ على المويلحْ.

– دارتْ معركةً شديدةً بينَ قواتِ الرشيدْ والأميرُ عبدُ اللهْ في تيماءْ انتهتْ بهزيمةِ ابنْ الرشيدْ، وقدْ حاولَ العثمانيونَ إمدادَ حليفهمْ بالفرسانِ ولكنهمْ لمْ ينجحوا في ذلكَ .

– في أوائلِ شهرِ سبتمبرَ عامَ 1917 م احتلتْ القواتُ العربيةُ القويرة ووادي موسى وعينَ وهيدهُ وجرفَ الدراويشُ في الشهرِ الذي يليه.

– في شهرِ فبرايرَ عامَ 1918م استولتْ قواتِ الأميرِ زيد على منطقةِ الطفيليةِ، وحاولَ الأميرالاي حامدْ فخري استردادها إلا أنَ القواتِ العربيةَ أوقعتْ بها هزيمةٌ منكرة.

– في 30 أكتوبر عامَ 1918م عقدَ الحلفاءِ والدولةِ العثمانيةِ ( هدنةٌ مودرس )

– تمَ إبلاغٌ فخريٌ باشا بالاستسلامِ كما نصتْ الهدنةُ إلا أنهُ رفضَ ذلكَ حتى بعدِ أنْ أمرهُ وزيرُ الدفاعِ العثمانيِ بذلكَ، ولكنهُ قامَ بتراجعٍ إلى منطقةِ العلا في أوائلَ ديسمبرَ.

– ولكنْ معَ تسليمِ الضباطِ الأتراكِ أفواجهمْ إلى العربِ وفرار بعضها اضطرَ القائدُ الشجاعُ فخري باشا إلى التسليمِ في يومِ 4 ينايرَ عامَ 1919م .

وبهذا ينتهي هذا الجزءَ منْ سلسلةِ هذهِ المقالاتِ، وسوفَ نستكملُ باقي الأحداثِ في المقالِ التالي – بإذنِ اللهِ – تعالى

المصدر: –
البوسعيديونْ وآلَ سعودْ 1902م – 1972م الجزءُ الثالثُ

المؤلفُ : –
الباحثُ والمؤلفُ الأستاذُ أحمدْ بنْ سعيدْ البادي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights