هُثامة ال 53 المجيد
زينة بنت فاتح خليفة
كاتبة تونسية بالمواطنة العُمانية
السلطان هيثم يغير القواعد ويحقق ويسجل التطورات المشهودة في سلطنة عُمان، وعد فعمل فأنجز؛ هكذا ساد حديث سلطنة عُمان حكومة وشعباً وأرضاً خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر النهضة المتجددة، التي أرسى قواعدها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وأن خير ما أستهل فيه مقالي الأول على صعيد الساحة الصحفية والإعلامية العُمانية بمناسبة العيد الوطني العُماني الثالث والخمسين المجيد هو، عندما أستذكر خطاب النداء السامي لجلالته؛ حيث مبلغ القلب والعقل معاً، والذي ثارت معه الهمم العالية لجميع أطياف المجتمع العُماني، ليمتد ذلك نحو المقيم على أرض سلطنة عُمان المباركة؛ ليصل رياحين الأمل إلى خارج نطاق أرض سلطنة عُمان لتصبح الوجهة والمقصد الأول لحياة مستقرة آمنة للقاطن فيها من كل شعوب العالم، فقد أكد في خطابه الأول على الرسم الخطي واستمرار المنهاج المتبع الحكيم لسلطنة عُمان محليا وخليجيا وعربيًا وعالميًا، بما يسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء لكل من يعيش في سلطنة عُمان. واتبع جلالته خلال الفترة الماضية سياسة التغيير الإيجابي والاتزان والتوازن، ولم يهدأ في يوم من الأيام ولا لحظة إلا وكان يتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة، ويقيم الآثار المترتبة من إصدار المراسيم السلطانية المعلنة في تقليص أعباء الهياكل بالجهاز الإداري بالدولة؛ فحدث الإلغاء والدمج والرقابة على مؤسسات الدولة من قطاع حكومي وخاص. كما شهدت سلطنة عُمان ارتفاعًا ملحوظًا في التصنيف الائتماني عدة مرات، واستقرارًا في الأوضاع المالية، تعدتها إلى وجود فوائض مالية في الموازنات وسداد للمديونيات في أحداث فريدة من نوعها بالرغم من أزمات وتداعيات كثيرة اجتاحت دول العالم جميعها، ويأتي في مقدمتها: ارتفاع أسعار النفط، وانتشار وباء كرونا.
ونتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم اليوم في جميع المجالات، تابعنا التحول الحكومي الالكتروني في سلطنة عُمان بالخدمات المقدمة، والذي أضحت فيه المؤسسات والأفراد يتسابقون من أجل الإسراع في تحقيق النتائج محليًا وخارجيًا على مستوى جميع الأصعدة، وتسجيل أرقام متقدمة ترفع أسم سلطنة عُمان عاليا. كما لا يخفى على أحد التطورات التي شهدتها سلطنة عُمان في جذب الاستثمارات والمشاريع العملاقة لتنمية البلد، ومنها ما تم الإعلان عنه مثل: المشاريع الخاصة والصناعية بالدقم، والمدن الذكية، ومشاريع الهيدروجين الأخضر، ومطارات وقطارات عُمان التي تسعى في ربطها بدول مجلس التعاون الخليجي والعالم، ومشاريع تنموية وترفيهية عملاقة تفتتح خلال السنوات القريبة القادمة.
إن التغييرات الاقتصادية والنهضة الحضارية المتجددة في مختلف القطاعات ألقت بظلالها على المجتمع العُماني والمقيم على أرض هذه البلد الطيبة؛ فأصبح الكل مسؤولا عن إحداث التغيير، وتغيرت الثقافة والسلوك لدى كل من يعيش في سلطنة عُمان نحو الأفضل واستغلال الفرص المتاحة في الاستثمار والقوى العاملة والسوق المحلي والتطوير والتعليم والصحة والبيئة وكل المجالات، حيث صار هنالك وعي مشترك بكل الأحداث والتغيرات المفاجئة بالعالم، وصاروا استعدادًا لمواجهتها وأكثر حزمًا وأمنا. ويكتمل العقد عند شحذ الهمم، والتي تتمحور حول التجديد بتجديد الأبعاد الأربعة لطبيعة الذات البشرية، وهي؛ البعد البدني، والبعد الاجتماعي، والبعد العاطفي، والبعد الروحاني، والعقلي، وهي أبعاد بحد ذات أهميتها لا تحتاج إلى جهد أو وقت، بل إلى مفهوم مدرك يعي ترجمتها.
ولتشمر تلك السواعد المخلصة لبناء قمة فوق قمة؛ ليستمر العطاء والانجاز لعُمان، وكلاً منا قد يرى ترجمة ميثاق العهد والولاء والانتماء على عقيدته الفكرية وصولاً إلى أسمى الغايات، والتي نتطلع منها تحقيق توازن معادلة وعد، فعمل فأنجز حيث هُثامة هيثم الهمام.