أحبها لأنها لك

شريفة بنت راشد القطيطية

السماء
تلك التي تحوي زهوركِ العذراء
والغيمة الضاحكة، هناك
تغمس أنفها في معطفي
وتحاول البكاء
وتوقظ أحلاماً
متناهية في الغباء
قررتُ نهائياً
أن أضع قراراتي في قمع المساء
وأكتب عليها
أحبها لأنها لكِ
السماء والزهور وتلك الغيمة
وأحب عيونكِ السوداء
وأحب الغيمة تغنّي
لا أريد لها البكاء
أحبها تقاسم خصركِ
الميلاد والهواء
وأحب الزهور تعاود هديلها
وتنحني امتثالاً وجلاء
وقررتُ أيضاً
أن أطرّز الشهور
على جسدك كنجوم السماء
وأن أزرع في ثوبك حضارة
تصبّ في عين التاريخ سخاء
وأن أجبر نيسان أن يخصّكِ دون النساء
أحبّ أن أرى القمر يرقص في عينيكِ
ويهمس في خدركِ بكل حياء
أحب الروابي والقبلات والقلائد
وأحب صباحاتكِ
أحبها جميعا لأنها لك
أحب تلك الأشياء
أحب العصافير تنقر خدّي
تبني لكِ زوايا للإختباء
والليل
أريده ليُخرس أصواته
وتبقى همساتكِ الغنّاء
وقررت أن
أفتح سِجِلّ التاريخ
وأشطب منه الأحداث
ليبقى تاريخكِ متألق الأضواء
أحبّ أصابعكِ تلعب في شَعري
ولأنها لك أريدها احتفاء
وأريد جسدكِ كمُربّى التوت
أتذوقه صبح مساء
وأريد مهامكِ كأسواق البهار
شديدة الاشتهاء
كلوحة الربيع مزخرفةً بالزنبق
والليالك الخرساء
وخارطة وجهكِ كالخط العربيّ
كلّ خطٍّ منه أكثر نقاء
وأكثر دقةً من رائحة النعناع
مضيءٌ، كالليالي البيضاء
أريد مشاعري مهرجاناً
تزفّ إليكِ
بتوقيعٍ من جميع الأعضاء
كل شيءٍ يعود اليكِ..
ومشاعري لأنها لكِ..
أحبها أن تكون ليلةً ماطرةً سوداء
مشربةً بقطرات المطر
كرائحة الأرض بعد العناء
أحبها لأنها لكِ
ثقافتي وولادتي
وصِدق ما جاء به الأنبياء