2024
Adsense
الخواطر

في مدرسة الحياة ..

حليمة بنت حمد اليعقوبية

صنفٌ يدّعي، وصنفٌ يفعل، وصنفٌ يمارس الحِيَل، ويبدل الأقنعة،
هناك أقنعةٌ خاصّة لكل مناسبة، لكلّ مقام.
لم أكن أعلم أن لقلبي قناعاً خاصّاً جداً، يملؤه الحنان والدفئ، كان راقياً جداً، كانت هناك أوقاتاً تجمعنا ونحن نجدّد عهد المحبين، وكانت الدقائق شاهدة، وللهفة المجنونة لها حضور مميز.
النبض الذي لا يهدأ كان سيد الموقف.
القلق والانتظار، وتعاقبات الليل والنهار كانت سريعة جداً، حتى الأسابيع والأشهر كانت معاً في قرب عميق، نتبادل الدعاء، كلٌّ يدفع بحلم الآخر إلى الأمام،
ثمّ فجأةً، شُقّ القلب بخنجرٍ دامٍ، ونزفتُ بحزن عميق. كانت أيامي متوشحةً بالسواد، مكسوّةً بلون الرماد، وركام البراكين بعد أن تهدأ؛ كمخلّفات الحروب بكل كسورها المادية والمعنوية، تمكنتُ من التقاط أنفاسي، وذرفت مدامعي، ثم أستفقتُ مرة أخرى، ثم رأيتكَ واقعاً، فأسكنتُ روحي وحلّقت فرحاً ورقصتُ مع القمر، باركتْ لي النجمات.
هل رأيت قمري يا حبيب روحي ونور حياتي؟
فأحلامي لا تفارقها أنت، موجودة فيها حروفك العابرة، وأدقّ تفاصيلكَ الجميلة.
هل أُطلق عليها زيف أيامي؟
كيف أخيط الجراح التي لا تتوقف عن النزف؟ وكيف أمسح على قلبي وخذلانه؟ وكيف؟ وألف سؤال حائر.
من ذا الذي يُسكّن آهاتي؟
ثم تغرس سكيناً سامةً مرة أخيرة، ثم إن الألم منك بات مألوفاً، لكن روحي هنا تقول لك: لقد اكتفيت، نعم اكتفيت، لا أحتمل طاقة على هذا الألم مرة أخرى، لا سعة بداخل هذا القلب على هذا الأذى، وعلى هذا الجَلد المتواصل.
اتركني بالله عليك، أجمع أفراحي وأحزاني، اتركني، اتركني، حتى أرى ما تبقّى من بعثرة روحي وأشلاءها المبتورة.
اتركني حتى أرى حقيقة ضبابية واضحة الملامح، مرسومة الإطارات، منمقة الصورة، لكنها سامّة مميتة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights