سوف تبكون على الأطلال كما بكيتم على الأندلس
محمد بن خلفان الشهيمي.
قبل أن أكتب شيئاً، أرجو الإجابة على سؤالي:
كيف لنا أن نُحرر الأقصى من اليهود؟
هل بالبكاء على الأطفال والشيوخ والنساء؟
أو بالدعاء على اليهود؟ أو الدعاء للشهداء؟
هل بالشعارات والاجتماعات؟
أم بالقلق والتنديدات؟
أو بهذا وذاك؟
لا أعلم، أمَا زال المسلمون قلقون على الشهداء؟
أم ما زلنا نندد بما فعلهُ الأعداء ضد الأبرياء؟
أرجو الأجابة على سؤالي:
لنبدأ في رواية القصة، ولتبدأ معها كل غصة.
أخشى أن يُقال عني لستُ عربياً، لذلك يجب أن أضع الشعارات والصور في مواقع التواصل الإجتماعي، ولسان غيري يقول:
يجب أن تنخفض رقعة الحرب.
هناك من يرفع الشعارات واللافتات في الشوارع.
وهناك من يتابع بصمت، ويندد ويقمع ويقلق.
وكأنه يقول “فإن لم يستطع فبقلبه”.
الويل لخير أمة خلت من قبلها الأمم.
تذكروا هذه الحروف جيداً،
بعد مئة سنة من الآن، سوف يسألكم الأطفال:
أين تقع فلسطين يا أبي؟ إنني لا أراها على الخريطة؟
سوف تتغنى بها بعد هذا السؤال، كما تتغنى الآن وتلطم خديك على الأندلس.
و أحكي عن الأحلام والأوهام، والعنب والزيتون والرمان.
أحكي عن حصار دام خمسة وسبعون عاماً.
تحدث عن الحجر والنار.
أحكي عن الضفة والقدس وغزة.
أحكي عن ضعفنا وذُلنا.
تحدّث كيف بصق اليهود في وجوهنا.
حدّثهم كيف قُطعت أجزاء الأطفال.
أخبرهم كيف هُدمت بيوت فوق رؤوس أهلها.
ولا تنسى أن تخبرهم بأن كل ما كان في الكتب كذب وخداع وهراء.
أخبرهم بأن العرب ليسوا إخوة.
أخبرهم بأن القلق والتوتر هو موقف حُكام المسلمين.
و لا تُمجد إلا من دافع عنها.
مجّدهم وتغنّى بهم كما كنا نتغنى الآن نحن ونتفاخر بمن رحلوا.
ما هكذا تُدار الأمم، لم نكن هكذا قبل مئات السنين.
لسنا بكل هذا العار والذل.
أم أن كل ما جاء في الكتب ليس صحيحاً؟
رأينا هشاشة أنفسنا، و رأينا عري عروبتكم.
لا أعلم كم عدد الدول المسلمة؟ ولكن على ما أظن هو كل من كُتب على جوازه مسلماً فقط.
ولا أعلم كم العدد الهائل من الدول العربية؟ ربما كل من تحدث بها.
إن كان لكم عذر في الأيام السابقة وقبل خمسة وسبعين سنة، فلا عذر لكم اليوم.
لم تقاطعوا منتَجاً، ولم تطردوا سفيراً، ولم تأذنوا بحربٍ بجيوشكم الجرارة.
فأذنوا إذاً بحربٍ من الله ورسوله.
ألم تتقطع أكبادكم على أشلاء أطفال غزة بعد؟
ألم تدمع عيونكم على نسائها؟
ألم تتحرك بداخكم ذرة من الغيرة والنخوة والعروبة؟
أختم قولي هذا بأجمل قصة لعلها تهز قلوبكم:
قبل ألف وأربعمائة عام، كانت هناك غزوات قادها النبي الطاهر الأمين صلى الله عليه وسلم بنفسه، وأول غزوة كانت على يهود بني قينُقاع،
والسبب: أخطأ يهوديٌّ على إحدى النساء المسلمات فقط، سوف يقول أحدكم الآن:
فقط؟ لماذا فقط؟ إنهُ أمرٌ عظيم.
نعم فقط، اليوم هذا الفعل مباحٌ عند اليهود على نساء الإسلام وأطفالهن، أمَا ترون أنهم هدموا البيوت فوق رؤوسهن؟ وما خفي أعظم.
في السنة الرابعة للهجرة كانت الغزوة على يهود بنو النضير. والخامسة للهجرة على يهود بنو قريظة، وأجلاهم من المدينة المنورة.
هل تعلم الأسباب؟
بسبب خيانتهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
ناموا يا أُمة المليار، عذراً، يا أمةُ الدولار.