الخواطر
من أنتِ؟
مريم بنت زايد الشيدية
أنا تلك التي تركتَها بين الزحام، ورحلتَ تاركاً لها ندبات الجرح، ولم تعطف عليها يوماً، بل زدتَ غدراً بها.
جعلتَها تقسو على من تحبّ،
وهي لم تكن يوماً كذلك.
وها أنا ذا أقف بين يديّ مرةً أخرى، ولكن لستُ الفتاة التي عهدتَها أنت، بل أقوى مما تظنّ أنتَ وغيرك.
أصبحتُ فتاةً لا يهزمها حزنٌ ولا بكاء.
تلك التي تمرح وتضحك، وبداخلها طفلةٌ مليئةٌ بالجروح والغدر ممّن أحبّتْهُم
وتركوها تعاني وحدها، ولكنها نهضتْ وحدها لتحارب كل من يعيق طريقها.
من أنا؟ أنا ابنة أعظم رجل، رحَل وترك لنا أثراً لا يُنسى.