سلسلة حلقات أيها القائد .. ما مدى معرفتك بمستويات الوعي الحضاري؟ (نظرية جريفز)

المستوى الأول

مستوى الوعي البدائي

 خالد بن مرهون بن أمين النبهاني

في الحلقة الثالثة من سلسلة حلقات أيها القائد، ما مدى معرفتك بمستويات الوعي الحضاري، ستتعرف أخي القارئ على مستوى الوعي البدائي من خلال مسيرة حياة زيد.

في المستشفى انتظر والدا الطفل قدوم ابنهم إلى هذه الحياة بلهفة، فإذا هو صبيٌّ جميل، اتفقا على تسميته بزيد، هو الآن لا يعرف شيئاً إلا الصياح، فإذا جاع أرضعته أمّه، بينما يقوم أبوه بتوفير كل ما يُشبع رغبات زيد الشخصية من مأكل ومشرب ومسكن.

ظلّ زيدٌ على هذا المنوال حتى بلغ السادسة من عمره، حيث اعتمدت سلوكياته على الاستجابة للمثيرات الغريزية، حاله حال الكائنات الأخرى، واكتسب قيَم وطِباع والديه، حيث اكتسب حبّ أمّه وقوامة أبيه، وليس لديه دراية في فهم ومواكبة الواقع الذي يعيشه. كانت تحرّكاته وفقاً للاحتياجات، وتقوده غريزته ابتداءً من الصباح حتى المساء.

توفّرت لزيد خلال هذه المرحلة من عمره كلّ سُبل الراحة التي كانت تؤمّن له من قِبل والديه، فهو لا يتحمّل أيّ مسؤولية، ويظن أن الحياة خُلقت له فقط، يريد أن تكون كل الألعاب ملكاً له.

ولكن زيداً انصدم بقرار والديه، وذلك بإرساله إلى الروضة وتقليل الاهتمام به؛ لوجود إخوة صغار له يحتاجون إلى الرعاية.

 فعند تحليل هذا المستوى نجد الآتي:

علاقة زيد بالبيئة:

 علاقة تفاعلية.

مميزات هذا المستوى:

 زيد يحتاج فقط إلى الأكل، الشرب، مكان النوم.

الهدف في هذا المستوى: إشباع الرغبات الشخصية.

طريقة التكيّف:

التفاعل مع البيئة من أجل البقاء.

المظهر العام:

 يمثّل هذا الأسلوب الأطفال.

النشاط:

السلبية في التعامل مع الواقع.

البنية التنظيميّة:

الحركة وفقاً للاحتياجات.

القيَم:

 قيمة البقاء فقط.

التفكير:

غريزي.

القيادة:

لا وجود للقيادة في هذا المستوى.

التركيز على الزمن:

الزمن الحاضر فقط.

مشاكل الوجود:

 الحفاظ على أساسيات الحياة.

الوقفة الأولى:

أيها القائد:

توجد أمثلة أخرى غير الأطفال، يمثّل هذا المستوى المديرون الذين يريدون التحكم بموظفيهم ولا يريدون تحمّل المسؤولية، إذا أخطأ في شيء سيلقي اللوم على الآخرين، ويقول:

 أنتم السبب، فهؤلاء ليسو ناضجين، همّهم قيمة البقاء، إن لم تتخلّص منهم سريعاً سيدمّرون مؤسّستك.

الوقفة الثانية:

إذا أرادت دولة أن تدمّر دولة أخرى، فإنها ستستهدف تلك الدولة بالحروب بشتى أنواعها، حتى يكون همّ علمائها ومفكريها وأصحاب المهن: المأكل والمشرب والأمن والأمان، وبالتالي تبقى القيمة التي يحلمون بها هي البقاء، فلا مجال للإبداع والابتكار.