أمنية

شماء الكلبانية

أمانيها كثيرة، أحلامها بسيطة، كي تبقى مزهرة، حلمتْ بالحنان الذي فقدتْْه من أبيها، لتراه في ذات الآخر، لكنه حُلم سرمديّ بعيدٌ كل البُعد عن واقعها، تحلم ببيتٍ دافئٍ، وخزانة واسعة، تحلم أن ترتدي ثوبها المرتب والنظيف كباقي الفتيات.
لطالما حلمتْ بذاك الشيء نفسه الذي تراه من قريناتها من فتيات عائلتها.

حلمها راحة الجسد، وراحة البال، أنهكها العمل والاستيقاظ مبكراً، لتصحو على نفس الواقع الذي تعيشه. قالت في نفسها:
لا أحلام بعد اليوم، فليس من حقّي أن أحلم، فبقيتْ وردتي ذابلة في مستنقع اليأس. حينما تتعبك الحياة، ويقسو عليكَ كل من حولك بلا شعور في غياب الضمير، الجميع منشغلٌ بنفسه، لا أحد يتذكرني بشيء يجعلني سعيدة، وحتى إن ذكروا اسمي، فكلها مصالح دنيوية، وتنتهي بمجرد أخذها، أحاطها أشخاص مقربون وغرباء، لكنها تشبّثت بالغريب القريب لقلبها، لا القريب الغريب عن قلبها.

شعرها أسود، عيناها تلمعان، ورغم ذلك، تحبسها دمعة على وشك السقوط.

أمنية أمانيها بسيطة تليق بقلبها الأبيض، وجودها مهم، لكن فقدها مؤلم.

تشبّثوا بأمنية، فبعض الطرقات يصعب الرجوع فيها، فإن رمتهُ أمنية من قلبها فيعني أنكَ كسرتَ قلبها، فرمتكَ ولم تعُد تعني لها شيئاً.

فبعض القلوب إن كُسرتْ، فيصعب جبرها.

أمنية أمانيها بسيطة.