لذة الحياة بلذة الصمت
رايدة اليحمدية
Alyahmadi22@gmail.com
أجمل ما في الحياة أنك في زحمة الحياة قادر على أن توجد لك ساعة لنفسك وساعة لذاتك، ساعة تستشعر فيها روعة الحياة ولذتها.
روعة الحياة بتدبر ما فيها وتأملها.
والأجمل من ذلك حين تكون قادر على أن توجد لك ساعة لممارسة السلام الداخلي والصمت النبيل مع نفسك وذاتك.
الصمت الذي من خلاله تصل لأعمق نقطة في داخلك، الصمت الذي تستشعر فيه معنى حقيقة السلام الداخلي ولذته.
وهذا يحدث عندما تصل لنقطة الانسياق والاتساق بين عقلك وقلبك، أو بما تسمى (لحظة البصيرة)، وفي اللحظة التي تصل لمرحلة الانسياق والاتساق بينهما وكأن عقلك وقلبك أصبحا متجسدين ومتحدين؛ حينها ستصل لمرحلة الصمت حتى عن مشاعرك وأفكارك، صمت عن كل الأصوات الداخلية والخارجية المحيطة بك
وحين تصل لهذه الحالة الشعورية تجد حالة من الهدوء والسكينة وصفاء الذهن والعقل؛ وحينها تكون قادر على استشعار لذة الحياة وما هو موجود فيها من نعم، وتأملك وتدبرك في مخلوقات الله تعالى وفي كل ما موجود حولك من جبال، بحار، تربة، طيور أشجار، هواء، قطط ماء، ومن نجوم، غيوم، سماء وإلخ….
ولنصل لهذه المرحلة من الصمت نحتاج إلى ممارسة بشكل مستمر واستشعار اللحظة؛ لأننا غالبًا في كل حياتنا اعتدنا على أن نفكر ونحلل ونمنطق كل شيء من حولنا، ودائمًا ما نكون في زحمة من الأفكار والمشاعر التي ترافقنا في كل أوقاتنا ولحظاتنا.
إنّ ممارسة الصمت عن كل المشاعر والأفكار من شأنها أن تخلق لك واقع أجمل في حياتك، ومن شأن الصمت مع ذاتك أيضًا أن يعيد ترتيب أفكارك وأهدافك وتحديد نواياك وأحلامك.