آمالنا تعانق السماء
ناصر بن خميس الربيعي
خلق الله جلّ جلاله الإنسان في أحسن تقويم وجبله على صفاتٍ هي الأروع بين سائر المخلوقات، فحق عليك أيها الإنسان شكر المولى على عظيم النعم والسخاء في العطاء، وما الأمل إلا نعمة أنعمها الله جلّ وعلا علينا نحن البشر.
عند وصول الإنسان إلى مرحلة النضج العقلي يبدأ يرسم مستقبله؛ واضعاً آمالاً قد تفوق قدراته المادية والمعنوية، وفي كثير من الأحيان يحدث تجديداً في هذه الآمال تبعاً للمرحلة العمرية، وهذا حقٌّ مشروع لأي إنسان، بل هو الأساس الذي يجب علينا وضعه نصب أعيننا وغرسه عند النَّشْءِ عامة في عصرنا الحاضر الذي كثرت فيه مدخلات التربية ؛ فما نراه عند كثير من الشباب من ضياع ناتج عن فقدان الأمل في الحياة، وهذه نتيجة طبيعية لإنسان لم يضع لنفسه طموحاً وهدفاً يسعى خلفه ويشدّ عزيمته كلما خارت.
أعدّ هذا الأمر من أساسيات التربية الناجحة في عصرنا الحاضر ؛ وذلك عن قناعة شخصية تشكلت لدي عبر تجارب الحياة فقد فتحنا أعيننا على الدنيا ونحن في أمَسِّ الحاجة وضيق العيش ومع ذلك استطعنا قهر الظروف ومغالبتها؛ لنصل إلى جزءٍ مما طمحنا إليه بفضل من الله جلّ جلاله .
كم مرة سمعنا قول الشاعر :وما نيل المطالب بالتمني ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، ولكنّ معناه لم يترسخ في أذهاننا إلا بعدما عركتنا الحياة وقاتلتنا لتمنعنا من تحقيق ما نرجوه في هذه الحياة، ونحن دَأْبُنا الصبر كما قال الشاعر : أعلّل النفس بالآمال أرقبها **ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
فيا معشر الشباب، صبراً لتحقيق جميل الآمال وارفعوا من سقف طموحكم وشمّروا عن سواعدكم للوصول إلى عظيم النتاج، فمن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.