موسم جني الوظائف
راشد بن سالم الحجري
لا يكاد يدخل موسم القيظ الذي يستبشر به المُزارع العمانيّ بجني الثمار الوفيرة الطازجة من مزرعته الخضراء في أرض عمان الطيّبة، التي جاءت نتيجة جهودٍ مكثّفة خلال عامٍ كامل، حتى جاء موسم يترقّبه الباحثون عن عمل من أبناء أرض عمان الطيبة، هو الآخر أكثر وفرة، وأغزر ثماراً، حيث بدأت وزارة التربية والتعليم نِتاجَها بتعيين (5693) معلماً ومعلمةً ممّن حققوا المستوى المطلوب في الاختبارات، وممّن هم في قوائم الانتظار من الأعوام الماضية، وتليها بعد أيام قليلة وزارة العمل بتوفير عدد (550) وظيفة عن طريق مبادرة “ساهِم” في الجهات الحكومية بمختلف محافظات السلطنة، لتمكين الكوادر الوطنية من الباحثين عن عمل للإسهام في تنمية وتطوير محافظات السلطنة، وفي الفترة التي يتنافس فيها الباحثون عن عمل في التقدم للوظائف في الملحق رقم (2023/4) حتى يأتي الإعلان رقم (2023/7) لشرطة عمان السلطانية لتجنيد (200) باحث وباحثة عن عمل من حملة مؤهل البكالوريوس في عدة تخصصات تلامس أغلب مخرجات الكليات والجامعات. وأعلنت بعدها بيوم المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية الإعلان رقم (2023/8) بالتنسيق مع وزارة العمل لشغل عدد من الوظائف الطبية والتخصصية. ولا ننسى كذلك إعلانات الوظائف في القطاع الخاصّ، التي يتمّ الإعلان عنها من خلال منصّات الشركات العاملة في القطاع الخاصّ، أو التي تُطرح في مَلاحق التوظيف. وتأتي هذه الفُرص الوظيفية نتيجةً لتحليل طلبات التوظيف لدى شركات ومؤسسات القطاع الخاصّ، وكذلك الحملات التفتيشية التي تقوم بها وزارة العمل من أجل الحصول على فرص التوظيف والإحلال في القطاع الخاص بجميع مجالاته، لتعزيزه بالكوادر الوطنية الطموحة.
والمتابع للأخبار اليومية سيلاحظ توقيع الكثير من الاتفاقيات التي ترمي لتوفير فرص عمل تدريبية مقرونة بالتوظيف لعدد من الباحثين عن عمل من الكفاءات الوطنية في مختلف التخصصات المرتبطة بجميع القطاعات بالسلطنة، الحكومية منها والخاصة وغيرها من المبادرات التي تم اعتمادها كمنصة “مصلح” التي تهدف إلى زيادة عجلة التوطين في منشآت القطاع الخاص، وتشجيع العمل الحرّ لاستيعاب الكوادر الوطنية من الباحثين عن عمل، وإكسابهم المهارات والخبرات الوظيفية والعملية المطلوبة لشغل الوظائف المتاحة في بعض الأعمال الفنية.
وإنه موسم لا ينقضي كباقي المواسم، حيث ثمة جهود جبارة تقوم بها وزارة العمل مشكورة بالتنسيق مع جميع الجهات والقطاعات في السلطنة لخلق فرص عمل أكثر مُلاءَمة وشمولية للباحثين عن عمل، متمنين كذلك من كافة الجهات الأخرى الحكومية أو مُنشآت القطاع الخاص أن تحذو حذوها في تمكين القوى العاملة الوطنية في مؤسساتها، وأن تخلق لهم مزيداً من الفُرص للاستفادة من قدراتهم ومواهبهم لرفع مؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية في السلطنة، تحت ظل القيادة الرشيدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق، وتنفيذاً لرؤية عمان 2040.