بدرية بنت حمد السيابية
حياة الإنسان قصيرة على هذه الدنيا، ويجب أن نستغل الفُرص لصالحنا، ونكثر من أعمالنا الصالحة والطيبة، وزرع الأثر الطيّب في نفوس البشر حتى يُذكر لنا عند رحيلنا.
الحياة تكون جميلة إذا عشناها وفق قوانين نرسمها على أرض الواقع، على نهج الله ورسوله، للأسف أصبح هذا الوقت حتى السلام لا يُقال ولا يُرد، وأصبح الناس ينظرون إليك نظرة استهزاء وحسد، وسيطر الحقد في قلوبهم، وأصبحت نفوسهم مريضة لا تتمنى الخير للغير. بعض الأدباء يقول:
ما رأيت ظالِماً أشبه بِمَظلومٍ مِن الْحَسُود، نَفَس دائم، وهَمّ لازِم، وقَلبٌ هائم.
هناك فئة من الناس همّها نقل الأخبار من مكان إلى مكان آخر، ويا ليتها أخبار صحيحة، بل تزيد لها من البهارات ما طاب ولذّ.
لا تجالس هؤلاء، ولا تستمع إليهم حتى لا تكون شريكاً معهم فيما يتفوّهون به من كلام جارح، أو سوء الظنّ بالآخرين، والحديث عن أعراض الناس، شغلها الشاغل مَن الطالع ومَن الخارج.
اشغل نفسك بما ينفعك، واترك عنك ما يدخلك في دوامات الشك، لا نفع لك ولا فائدة، واحذر كل الحذر حتى لا تقع في نفس الخطأ.
هناك من يتربّص الأخطاء والعيوب، يستخدمها ضد الطرف الآخر، وهناك من يفشي سرّ أخيه على العلن، وكأنه أنجز عملاً يفتخر به.
الإنسان الصالح يستر عيوب الآخرين، سواء أقاربه أو أصدقاؤه، ولا يتباهي بما يعرف عنهم ويضعهم في موقف محرج، وكثيرة هي المواقف، لربما البعض عانى من هذا الأمر، والبعض يكتم حزنه لأنه وثق بأشخاص لا يستحقون الثقة، وبالتالي تتأثر نفسيته تجاه هؤلاء، وتنعدم الثقة بينهم، المعاناة من مشكلة فقدان الثقة بالآخرين من المشكلات النفسية العويصة التي لها آثار سلبية لا تؤثر في الحياة الشخصية للإنسان فحسب، بل تهدد بقوةٍ حياته المهنية والعلمية والروابط الاجتماعية التي تربطه بأفراد العائلة والأصدقاء المحيطين به، فمشكلة فقدان الثقة بالآخرين تحصر الإنسان داخل هالة من الوحدة التي يفقد فيها المصاب بتلك المشكلة كافة القدرات والمهارات الاجتماعية على تكوين علاقات جديدة مع البشر تساعده على التطور والتقدم في حياته من مختلف نواحيها، لذلك لا بدّ من حلّ مشكلة عدم الثقة بالآخرين.
اجعل من نفسك عالَماً مختلفاً، اهتم بنفسك واشغل نفسك بما تميل إليه وتهواه، وانظر للآخرين نظرة حُسن الظن، ولا تستمع لمن ينقل لك أسرار الآخرين، ويشوّه سمعتهم أمامك.
لتكون منصفاً أنصف بين الأمور، ولا تتخذ قراراً تندم عليه فيما بعد، الحياة نعيشها بحلوها ومُرّها، اسعَ للخير، سيسعى إليك.
