كما تدين تُدان ..
وضحه بنت سيف الهديفية
يُحكى أن راعيا كان يعيش في إحدى القرى مع زوجته وابنه، وكانت تقيم معهم أمه كبيرة السن.
وكان الراعي يُحسن معاملة أمه، فقد كان يقدم لها الطعام والشراب، وكان يعاملها بكل برّ وإحسان، أما زوجته فقد كانت مختلفة عنه.
لم تكن تُحسن معاملة تلك المرأة الطاعنة في السن معاملة حسنة.
بل كانت في غياب زوجها الطيب تقدم لها الطعام في إناء قذر، ولم يكن الطعام يسد جوعها. ليس هذا فحسب، بل كانت تسيء لها بعبارات قاسية مؤذية، والعجوز صامتة منكسرة.
في أحد الأيام، وبينما كانت العائلة تتناول طعام الإفطار، وقع إناء الطعام من بين يدي العجوز دون قصد، فاستشاطت الزوجة غضباً، وانهالت على العجوز المسكينة بوابلٍ من العبارات الجارحة. أما العجوز فلم ترد عليها.
وتوجه الزوج إليها غاضباً منها، موجّهاً لها العبارات الزاجرة، اتّجه إلى أمّه المسكينة وقبّل رأسها وطلب الصفح منها عن ما بدر من زوجته.
وفي اليوم التالي ذهب الراعي إلى عمله، وترك ابنه وزوجته في البيت، وكالعادة قامت الزوجة بتنظيف المنزل وطهي الطعام، ووجدت ابنها يصنع صحناً من الخشب، فسألته الأم:
ماذا تصنع يا بني؟
قال: أصنع صحناً من الخشب للطعام.
لمن؟
قال: لكِ يا أمي، عندما تكبرين في السنّ مثل جدتي، ستحتاجين إلى إناء طعام خاص بك، الأوعية الفخارية تنكسر وقد أضطر حينها إلى توبيخكِ بقسوة؛ لذا ارتأيتُ أن أصنع لكِ إناءً خشبياً لا ينكسر.
عندما سمعت الأم هذه الكلمات، أجهشت بالبكاء، وأدركت خطأها وعرفت قدر العجوز المسكينة.