حكاية حلقات القرآن الكريم
خالصة بنت علي السليمانية
كانت حكايتي وما زالت، لقد كتبتُ منذ سنوات عن مشروع حفظ القرآن الكريم في ولاية منح بشكلٍ عامّ، وقرية معمد بشكل خاصّ، والذي بدأ عام ٢٠١٥م، وتوسّعتْ دائرته ليضمّ عدداً كبيراً من الحافظات والمشرفات، وتنوّعت فيه طُرق المنافسة الشريفة في تثبيت المحفوظ والمراجَعات بشكل مستمرّ.
حكايتي مع القرآن وحكاية معظم نساء قرية معمد، أمهاتنا وأخَواتنا، وجدنَ لأنفسهنّ مكانة عظيمة (حافظات القرآن).
سِرنا في حرّ الصيف إلى تلك الحلقات، نأمل أن نسرد ما حفظناه، ورغم أن هناك قيظاً ينتظرنا وخاصة أمهاتنا، كنّا لا نفوّت تلك الحلقات.
كانت الفكرة أن نبدأ من سورة الإسراء بمعدل نصف صفحة في الأسبوع، على أن يتم تسميعه في الأسبوع المقبل، وبفضل الله تمّ حفظ ستة أجزاء (ثماني عشرة سورة). ومن أجل التقدم وخلق روح التجديد والمنافسة، تمّ إصدار نظام جديد ينصّ على حفظ صفحة كاملة لمن لها القدرة، وربما في الأيام المقبلة سوف يُطبّق على جميع الحافظات، ولكي يشمل المشروع جميع النساء تمّ وضع فترتين صباحية ومسائية.
منذ البداية كانت هناك مُلتقيات وتجمّعات للحافظات على مستوى القرية والولاية، وتنافُس شريف من خلال المسابقات التي تعزز من الثقة بالنفس، إلى جانب تثبيت المحفوظ. التشجيع بالجوائز والكلمات الراقية التي تبعث في النفس الثقة والسرور على إحراز تقدُّم في الحفظ كان من أولويات المشروع.
(يوم الهمّة) مصطلح أطلِق على إحدى المنجزات التي حققها المشروع، والذي تكرر أكثر من مرة بسبب النجاح والغاية السامية التي حققها في كل مرة، كان آخرها في رمضان هذه السنة، والآلية هي أن تثبّت الحافظة السور المحفوظة في البيت وتسردها مع صاحبتها القرآنية. تلتقي نساء الولاية في مكان واحد، يرددنَ ويسردنَ الآيات الكريمة.
ومن هذا المنبر أُثني على الداعمات لهذا المشروع، فلولا جهدهن ما كان له أن يستمر. بفضل الله انضم للمشروع نساء من مختلف الأعمار، وما زال العدد في ازدياد، حيث يتم تسجيل حافظات جدد عند بداية سورة جديدة، فقد وصل عدد الحافظات إلى ١٦٩ حافظة، و٢٠ مشرفة، وهذا خاص في ( قرية معمد).
الحكاية ما زالت مستمرة، قطعنا أشواطاً، وأمامنا الكثير، وطريقنا يحتاج إلى زاد، وزادنا الصبر والإيمان.