السر الحقيقي وراء حب الإنسان للفرح
خوله كامل الكردي
الأفراح والمناسبات من أكثر المحطات التي يحبّ أن يعيشها الإنسان في حياته، فالفرح يعني الابتسامة، نسيان هموم الدنيا والتركيز على لحظة الفرح والضحك والسعادة، فإذا ما صادفتْ مناسبة ما سواء شخصية أو دينية أو وطنية، يتهيأ لها الإنسان، ويعدّ لها الإعداد الجيد، وذلك بشراء الملابس الجديدة التي تليق بالمناسبة، ويرتب لرحلة أو زيارة، أو استئجار مكان يليق بالمناسبة، وخاصة مناسبة زفاف أو خطبة أو نجاح أو قدوم مولود جديد، فتُقدَّم الهدايا العينية أو النقدية ابتهاجاً بالحدث.
فالمناسبة السعيدة تضفي جواً من الألفة والمودة بين المحتفلين، ويشعر معها الإنسان بالسعادة الغامرة، ويعتريه إحساس بالتصالح مع الذات، يتبدد القلق ويُخفف من وطأة التوتر والضغط النفسي، لأنه يتشارك مع الآخرين السرور والفرحة، ومجرّد ارتسام علامات السعادة والبهجة على وجوه المحتفلين والضيوف، ينعكس بشكلٍ إيجابيّ وقويّ على الآخرين، فالجميع يربطهم رباط واحد وهو الاحتفال وتبادل التحايا والتبريكات بين بعضهم البعض، فالعبارات الجميلة والإطراء الحَسن هو سيد الموقف، لذا يحبّ الناس الأفراح والمناسبات السعيدة.
إن المناسبة الجميلة بحدّ ذاتها تدفع الإنسان لا شعورياً إلى الراحة والطمأنينة، فهناك أمر سعيد سيحدث قريباً، فالعرس أو حفلة النجاح تتجمع فيها كل الأشياء التي تسعد الإنسان، وما يزيد الابتهاج في المناسبات السارّة هو مشاركة الأهل والأصدقاء والأقرباء لتصبح الفرحة مضاعفة.
ربما بعض الدراسات الحديثة التي أُجرِيَت توضّح أن المناسبات المميزة والتي تجلب السرور والبهجة للإنسان، تُعدّ من أهم الأنشطة التي يُنصح بها من يعاني من أزمات نفسية، فالسرور بحدّ ذاته يغير من مزاج الإنسان إلى الأفضل، وينقله من حالة التوتر والحزن إلى حالة من السعادة والانتعاش وراحة البال.
لذا يُنصح من يتعرضون لضغوط مستمرة وقلق زائد إلى التنفيس عن أنفسهم، وذلك بعمل رحلة إلى أماكن طبيعية خلابة، أو مشاركة الأصدقاء والمعارف مناسباتهم واحتفالاتهم السارّة.
لا شك أن الإنسان خُلق بطبعه يميل إلى السعادة والفرح وهو مخلوق اجتماعي بفطرته، يحب أن يشارك الآخرين مناسباتهم السعيدة، و يتمنى أن تكون حياته خالية من الهموم ومصاعب الحياة، يعيشها براحة بال وسكينة وهدوء، إضافةً للرضى النفسيّ.
فاللهم اجعل أيامنا كلها سعادة وفرحاً وهناء.