محمد سيد توفيق
أصخت بود لذاك الفتى
ويقرع سمعي وقع الخبر
فقال بصوت بحيح له
وحرك وجدي نبر الضجر :
ستسمع مني يا سيدي
حديثا عجيبا بليغ الخطر
وصلت إلى البيت مستسلما
يؤرق نومي صوت القمر
وأعجب للّيل كيف انقضى
وسهد جفني خيط السحر ؟
سأنظر بالنور في وجهها
لعل الضياء معين النظر
تأكدت حين استقر الضحى
بقرب النصيب ولطف القدر
عزمت على السير مستلهما
جميل المعاني وعذب السير
وقلت: أغامر في رحلتي
وأطلب يد رقيق الأثر
وأنقت ثوبي كي يسمحوا
وأحظى بنيل الجميل العطر
دخلت من الباب مستحضرا
حديثا جميلا بوحي الفطر
وقلت: سلاما لعم يعي.
شريف أتاك بحلو الصور
أقبل كفيك في عزة
وأطلب منك زواج الدرر
فرد السلام بلطف يفي
وأرخى الستار وقال: انتظر
وأوصى بشيء لضيف أتى
يسر القلوب جلي البصر
وعاد على الفور أدراجه
يردد: أهلا بصوت الوتر
ويسرد في مسمعي ما يرى
بحلو الحديث ولمع الشرر
ويطلب مهرا غريبا به
حليب الطيور وفرخ البقر
وفرو الأسود بصوف يقي
جلود النعام وصقر السفر
فأرهق روحي حتى انتهى
حديث التفاوض دون الظفر
رجعت بخف لجد لنا
وقلت : ألا ليتني لم أسر
وهذي البلية يا سيدي
معاناة جيل بدنيا العبر
فهل لي دواء عزيزي هنا
يزيل القصور بعقل البشر؟
ويرحم جيلا رقيقا سما
فحادت خطاه عن المنحدر؟
