الخواطر

يا ترى هل سنلتقي بك مرة أخرى

 أ. علياء بنت خميس الحنشي

فرحت القلوب بقدومك شوقاً وحُبّاً، يا أجمل زائر ننتظره. نعم، لأنك أجمل زائر؛ فجمالك يجمّل الكون بأكمله؛ فمن أول ليلة يصلنا خبر قدومك. ينعكس جمالك على كل شيء حولنا؛ فنجد القلوب بالطهر والنقاء توشحت، تتهافت على بيوت الله؛ كي لا تفوّت أجوراً تضاعفت بقدومك.
عمّت في كل البيوت السكينة، والوصل بين الأهل والأحباب صار أوثق، والإنفاق على الفقير والمسكين من فضل الله صار أوسع، وفيك ليلة خير من ألف شهر، من وُفّق لقيامها؛ فقد حاز الخير كله، هل علمت الآن لِمَ القلوب تكون في ترقّب وشوق للقياك؟
وها نحن ذا على وشك توديعك؛ فما أسرع أيامك معنا تأتي على شوق، وترحل على عجل، فسبحان من وصفك بأيام معدودات، فيا ترى هل سنلتقي بك مرة أخرى أم أنه آخر لقاء بيننا؟
فكم من أناسٍ التقوا بك، وكانوا يشتاقون للقياك، لكن أين هم الآن عنك؟ رحلوا فلم يعد هناك لقاء بينك وبينهم، وهذه سنّة الله في خلقه؛ فلا نعلم هل سنلتقي بك مرة أخرى أم أنه لقاؤنا الأخير؟ فإن كنّا سنلتقي فنسأل الله أن يجعل لقاءنا بك بقلوب أنقى وأطهر، وإن كان هذا اللقاء هو آخر عهدنا بك؛ فنسأل الله أن يتقبل منّا ما قدمنا من خير فيك، وأن يغفر ما قصّرنا، ويجعل وداعنا لك يا خير الشهور وأجملها، بذنوب غُفرت، ورقاب عن النار أعتِقت.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights