سبلتنا مدرستنا (7)
كتب : حمد بن محسن العبري
سابعا: آداب السؤال عن العلوم والأخبار
يقصد المناشدة أو سؤال الوافد الجديد القادم إلى السبلة عن (العلوم والاخبار)، هي عادة قديمة انتقلت من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء وندعو إلى استمرارها وتأصيلها لأنها جزء لا يتجزأ من الهوية العمانية، وفي العادة أن القادم حين سؤاله لا ينبئ بشيء، إنما هي فاتحة للحديث ومنها يتم معرفة رئيس القوم إن كانوا كثرة وفيما بعد ينطلق الحديث وفق آدابه وتقاليده ومن آداب السؤال:
بداية ان هذا التقليد ليس حكرا على السبلة أو المجلس وإنما هي عادة في كل زمان ومكان لدى العماني، أينما يلتقي شخصان في أي مكان يتناشدوا عن العلوم والاخبار.
عدم السؤال يعد في كثير من الأحيان منقصة قبلية يعاتب عليها الضيف، ولهذا يحرص الجميع التعامل بها وإن كان هناك نسيان أو لم يتم السؤال نتيجة زحام وعدم انتباه فواجب الاعتذار للضيف.
بعد جلوس الوافدين الجدد إلى السبلة بداية يتم سؤالهم بشكل عام عن صحتهم واحوالهم (كيف صحتكم وأحوالكم؟ ويكون الرد بأنهم بعد الشكر لله أنهم في حال الخير.
المناشدة عن العلوم يختلف وقتها من مكان الى آخر سواء قبل أو بعد القهوة وذلك وفقا لعادات كل مكان، أما معنا في الداخل فعادة ما تكون قبل تناول القهوة.
أن يقوم من هو أكبر سنا في الجماعة بأخذ العلوم والمناشدة في الطرفين أو من يتم تفويضه حيث يقوم أحدهم بالعرض على الآخرين ممن هم معه وبعد جدال للاتفاق يتفقون على شخص يقوم بالسؤال، وكذلك في الجانب الآخر من المسؤولين القادمين.
صيغة السؤال والجواب يختلف من مكان الى آخر وإن كان الهدف في جميع الأماكن واحد وهو افتتاحية للحديث مع الضيف، وعلى سبيل المثال لا الحصر يكون الصيغة على النحو التالي:
بعد الاستقرار في الجلوس يسأل الشيخ أو كبير القوم الضيوف فيقول لهم (جيب / جيبوا اخبارك / اخباركم؟) فان كان فردا يرد مباشرة (ما شيء معي اخبار إلا أخبار الخير والسرور) وان كانوا أكثر من واحد قبل يتفقوا بمن سوف يرد على السائل.
في المقابل يسأل الضيف أيضا الشيخ او كبير القوم عن الاخبار ويتم الرد بنفس الصيغة، ومن هنا سوف يبدأ تبادل الحديث.
عدم تجاوز الآخرين في الحديث واحترامهم.