2024
Adsense
مقالات صحفية

يوم البيئة الإقليمي.. الرابع والعشرين من إبريل

سالم بن سيف الصولي

قال تعالى:{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَٰشاً وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}- [الآية: (٢١) من سورةالبقرة]. إن نعمة الاستقرار البيئي هي من أعظم النعم على الإنسان بعد نعمة الإسلام في هذا الكوكب الكبير، وتعميره يأتي وفق نظم بيئية فرضها الله سبحانه وتعالى، وترجمتها السيرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والله جل في علاه جعل الإنسان خليفته في الأرض، وهذا يعني أن الإنسان مسؤول مسؤولية كاملة بالمحافظة على البيئة، ووصي على هذا الكوكب، وهو ليس مالكاً له فحسب ولا يتصرف فيه وفق إرادتة وكيفما يشاء؛ بل أن الإنسان في الإسلام مستخلف فقط على هذا الكوكب واستثمار خيراته والمحافظة عليه، وهذا يفرض عليه أن يتصرف فيه تصرف الأمين العاقل المسؤول، وأن يتعامل معه برفق وأسلوب رشيد من أجل مستقبله ومستقبل كل من يأتي من بعده من البشر، وبهذه الكيفية سوف تستمر الحياة بأمن وأمان، وقد حث الإسلام أيضًا بالمحافظة على البيئة؛ وهذا جزء من إيمان الفرد المسلم، ومما يدل على الإهتمام الكبير الذي يوليه ديننا الحنيف لحماية البيئة من أي شيء قد يؤدي إلى تلوثه أو تدهور مقوماته البيئية، فالإسلام دين المحافظة ودين الاستقرار بالبيئة، ودين الإيمان بالقيم الإنسانية الرفيعة، وليعلم الجميع بأن من يعيش على هذا الكوكب من البشر في وقتنا هذا قد وصل إلى ثمانية مليار نسمة وفق المعلومات التي حصلنا عليها من بعض المصادر؛ فلنكن من المهتمين بالحفاظ على كوكب الأرض ومستعدين لفعل كل ما نستطيع إنقاذه من الأخطار السيئة التي ترد على أسماعنا كل يوم بشأن الاحتباس الحراري، والحيوانات المهددة بالإنقراض، وجفاف المحيطات.
كذلك نرى أن من الأهمية بمكان في مراقبة الصحاري مراقبة جيدة وبروح أمينة من يد العابثين التي تؤدي إلى مشكلة التصحر، ومتابعة المعتدين على تجريف التربة من خلال نقل الردميات وغيرها من الاحتياجات الخاصة والعامة.
إن المنظمة الإقليمية هي الآن بصدد تنظيم إحتفال بيوم البيئة الإقليمي الذي يصادف الرابع والعشرين من أبريل من كل عام، ونحن كمعنيين بهذا القطاع ينبغي علينا أن نستقبل هذه المناسبة بما يليق بها وإيجاد نظم توعوية لكافة شرائح المجتمع بكافة أعراقة المختلفة، ونشر تلك النظم في وسائل الإعلام المحلية المختلفة بلغات مختلفة بما يتناسب مع التنوع السكاني الذي يعيش في مجتمعنا كي تعم الفائدة للجميع، ولنكن من المهتمين بالبيئة والحفاظ على كوكبنا لأن الإنسان هو من أصل التربة حيث قال تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ}- [( آية: 55) من سورة طه]. فلا بد أن نحافظ على التربة التي نعيش عليها والمحافظة على من يعيش عليها، كما أن التسربات بأنواعها المختلفة من زيوت ومياه الصرف الصحي إلى باطن الأرض قد تؤذي الأرض؛ فعلينا أن نسلك منظومة جديدة في زراعة الأشجار، فالأشجار لها فوائد عدة؛ منها أنها تحمي الأرض من التأكل، كما أنها جزء متكامل من النظام البيئي عن طريق حماية الأشجار ولن تحمي الأرض فقط بل تحمي الماء والهواء في آن واحد.

نسأل الله أن يديم علينا نعمة الاستقرار، وأن يعم الأمن والآمان في أرجاء المعمورة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights