2024
Adsense
قصص وروايات

رمضان، إنه القادم إلينا

مريم شملان

رمضان شهر الرحمة، شهر الإيمان والطاعة،
شهر الذكريات والحنين والشوق، إنه شهر واحد
فقط في السنة، ولكن له في نفوسنا مكانة خاصة جداً، إنه رمضان الذي يجمع
القلوب ويوثق صلة الأرحام من تآلف ومحبة
إنه شهر الطاعة والقناعة، والتصالح مع من كنت مخاصما، وعن صلته قاطعا
شهر يستعد له الصغار والكبار في تنافس على الصلاة والقيام والخشوع.
وبالتراويح التي تضجّ بها بيوت الرحمن تمدنا بقوة خفية، رهبة ورغبة من الخالق عز وجل، لا يسكن ليل
رمضان، هناك الضحكات العالية، والحديث المسموع من منازل الجيران والحيّ القريب، وهُتافات الشباب في الملاعب، والحديث العالِي الذي يتردد في
المنازل، وهدير المركبات حتى وقت متأخر، والحياة التي تكون في ساعات السحور، في تلك اللحظات ربما نتذكر الماضي لقلة الطعام أو كثرته، من باب الضحك والسخرية على طفولة مضت لأول يوم صوم، أو أنه قد أكلنا طعاماً في الخفاء في نهار رمضان في السنوات الأولى للصيام، أو تذكر الأمهات وقت إعداد الفطور، وانتظارنا لهُنّ لأخذ البقايا مما تركن في الأواني، أو وعد تقطعه لنا الأم المنهكة من العمل اليومي في المنزل والوفية لجيرانها.

والتي ما أن تعدّ طبقاً إلا ويكونوا أول الناس الذين يتم تقديمه لهم، والتوصيل الذي يأتي بصعوبة الموافقة عليه، وبعد إلحاح وتهديد ووعيد أو حديث به ملاطفة وحنان، بعد أن نطلب ما نشاء منها و توافقنا بوعود صادقة أو زائفة، فقط للبقاء على وفاء إيصال الطبق لهم دون أن يقع، ومع التشديد في السلامة على السكة، ومراعاة وصوله سالماً إلى الجهة المنشودة، وترى الأطباق التي تدخل الأبواب وتخرج منها قبل الإفطار، خلية متحركة تسابق أذان المغرب، والتنافس و الإسراع لِلّحاق على التجمع العائلي وترتيب المائدة، ومراقبة الشمس التي نراها تمضي وترحل ببطء، ومسامعنا ملتصقة بمذياع وساعة، أو انتظار صوت الشيخ ينطق ب(الله أكبر)، والخلافات الصغيرة التي لا يحلو وقتها إلا في اللحظات الأخيرة، والتي لا تنتهي إلا
بمدّ الأيادِي إلى الأطباق والأواني من الطعام، وارتواء القلوب بالرضا والتراحم، وببرودة المياه بعد صوم يوم طويل.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights