وتدور الحياة
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
الحياة التي تحمل اليوم والشهر والسنة، وتحملك أنت أيها الإنسان الذي لا تستطيع عمل أي شيء إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى، فالحياة بدأت بيوم مولد سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، وتعاقب بعده أقوام وأمم، وفيها من مختلف الأمور التي يشاهدها ويتعايش معها الإنسان.
فلولا أن أرادة الله سبحانه تعالى بقيام هذه الحياة، وحملت معها كل شيء يتطلبه الإنسان، فهي بمثابة صديقة لك أيها الإنسان إن استطعت التعامل معها بجد واجتهاد وحزمة أمر بأن تكون المثالي فيها؛ هنا ستقربك إليها وتعيش على كتفيها سعيداً هنيا.
أما إذا لم تصاحبها بالطريقة التي تدلك للحياة السعيدة عليها؛ فإنه -بلا شك- لن تعرفك وتجعلك تائهًا بدون أن تحقق أهدافك التي تريدها، فكن معها صدوقاً تكن هي راضية عنك.
فالحياة تطالبك بأن تكون مخاوياً لها لا تابعاً، فكم من أناس دارت الحياة بهم؛ لأنهم لن يفقهوا لها، ولا يعتبروا بما يشاهدون ما يقع من خلالها، فلا تزكي نفسك بأن هذه الحياة تحبها وتحبك، إلا اذا وضعت قلمك ودفترك وكتبت أهدافك وخططك في ربوعها حتى تصل إلى مبتغاك.
فكثيرا منا لا يفقه معنى الحياة، فقط يعرفون اليوم والشهر والسنة بدون أن يضعوا لها لبنات ليتماشوا معها حتى لا تجرحهم أو تُغير عليهم بجيوشها التي لا تعير هذا الإنسان أي اهتمام.
صاحب الحياة وتعلم منها ما شئت؛ فهي المدرسة الأولى التي تحمل في طياتها جميع العلوم والثقافات التي تجعل من الإنسان متطلعا إلى حياة المستقبل المشرق بآمالها ومستقبلها الذي ستتباهى به عندما تتلمس منه ذلك التعليم الذي يدفعك إلى الأمام.